بحث فى صلاة التسابيح
صفحة 1 من اصل 1
بحث فى صلاة التسابيح
ذكر لى بعض الأصدقاء أن بعض الشيوخ يصروا على اقامة صلاة التسابيح كل ليلة فى رمضان
وعندما سألوا الشيخ عن اصراره قال أنها صحيحه وورد فيها حديث صحيح وهوو أعلم بذلك
فهذا بحث عن مدى صحه صلاة التسابيح
أولا: سأل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
سئل فضيلة الشيخ : عن صلاة التسبيح كيف تؤدى؟ ومتى تصلى؟
فأجاب فضيلته بقوله: قبل أن نجيب على حكم صلاة التسبيح، نبين صفتها على حسب ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – – للعباس بن عبد المطلب: " يا عباس، يا عماه: ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، وقديمه وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره ، وسره وعلانيته؟ عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً وتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة "، وهذا أمثل ما روي فيها.
والحديث رواه أبو داود ، وابن ماجة، وابن خزيمة في صحيحه وقال: إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئاً.
وقد اختلف الناس في صلاة التسبيح في صحة حديثها والعمل به:
فمنهم من صححه ، ومنهم من حسَّنه، ومنهم من ضعَّفه ، ومنهم من جعله في الموضوعات .
وقد ذكر ابن الجوزي أحاديث صلاة التسبيح وطرقها وضعفها كلها، وبين ضعفها وذكره في كتابه الموضوعات .
قال الترمذي : روي عن النبي – – في صلاة التسبيح غير حديث، قال: ولا يصح منه كبير شيء .
ونقل النووي عن العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت، وكذا ذكره ابن العربي وآخرون ليس فيه حديث صحيح ولا حسن، وقال النووي: في استحبابها نظر؛ لأن حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة، فينبغي ألاَّ تفعل بغير حديث وليس حديثها ثابت. ذكره في شرح المهذب.
ونقل السيوطي في اللآلي عن الحافظ ابن حجر قوله: والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وأن حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع، والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات .
وموسى بن عبد العزيز -وإن كان صادقاً صالحاً- فلا يحتمل منه هذا التفرُّد، وقد ضعَّفها ابن تيمية، والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في أحكامه . أ هـ كلامه .
مع أنه في جوابه عما قيل في بعض أحاديث المشكاة قال:" الحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه " ، فاختلف كلامه فيه – رحمه الله – والله أعلم.
وقال صاحب الفروع في حديث صلاة التسبيح: رواه أحمد، وقال: لا يصح ، قال : وادعى شيخنا أنه كذب، كذا قال، ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها، ولم يستحبها إمام. واستحبها ابن المبارك على صفة لم يرد
بها الخبر؛ لئلا تثبت سُنَّة بخبر لا أصل له، قال: وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكلية.
هذا كلام صاحب الفروع أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهم الله تعالى -.
والذي يترجح عندي أن صلاة التسبيح ليست بسنة، وأن خبرها ضعيف، وذلك من وجوه:
الأول : أن الأصل في العبادات الحظر والمنع، حتى يقوم دليل تثبت به مشروعيتها.
الثاني : أن حديثها مضطرب، فقد اختلف فيه على عدة أوجه.
الثالث: أنها لم يستحبها أحد من الأئمة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله –تعالى- :" قد نص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام " . قال: " وأما أبو حنيفة ومالك والشافعي فلم يسمعوها بالكلية ".
الرابع : أنه لو كانت هذه الصلاة مشروعة لنقلت للأمة نقلاً لا ريب فيه، واشتهرت بينهم لعظم فائدتها، ولخروجها عن جنس الصلوات، بل وعن جنس العبادات. فإننا لا نعلم عبادة يخيَّر فيها هذا التخيَّر، بحيث تفعل كل يوم، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة، أو في الحول مرة، أو في العمر مرة، فلما كانت عظيمة الفائدة، خارجة عن جنس الصلوات، ولم تشتهر، ولم تنقل علم أنه لا أصل لها، وذلك لأن ما خرج عن نظائره، وعظمت فائدته فإن الناس يهتمون به، وينقلونه ويشيع بينهم شيوعاً ظاهراً، فلما لم يكن هذا في هذه الصلاة علم أنها ليست مشروعة، ولذلك لم يستحبها أحد من الأئمة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى - . وإن فيما ثبتت مشروعيته من النوافل لخير وبركة لمن أراد المزيد، وهو في غنى بما ثبت عما فيه الخلاف والشبهة، والله المستعان.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - ، المجلد (14) ، ص (324)].
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
*************************************************************************
ثانيا : تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
قال أبو داوود في سننه : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص قال للعباس بن عبد المطلب " يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه وخطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ( 1) "
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
( 1) أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجة والطبراني في الأوسط والكبير وأبو نعيم في الحلية والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وفي شعب الإيمان وعبد الكريم القزويني في أخبار قزوين والمزي في تهذيب الكمال ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وابن حجر في فتح الباري والمنذري في الترغيب والترهيب ، وصححه جماعة من العلماء منهم أبو داوود ومسلم و الحاكم ووافقه الذهبي والنووي وابن الصلاح وابن منده والآجري والخطيب والسمعاني وابن ناصر الدين الدمشقي وآخرون كما سيأتي ، والألباني في صحيح سنن أبي داوود .
انظر : سنن أبي داوود في كتاب الصلاة باب صلاة التسابيح رقم ( 1297 ـ 1298 ) 2 / 46 ـ 47 ، وسنن الترمذي في كتاب الصلاة ، باب ما جاء في صلاة التسبيح رقم ( 481 ) 2 / 348 ، وسنن ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب صلاة التسابيح رقم ( 1386 ـ 1387 ) 1 / 442 – 443 ، والمعجم الأوسط رقم ( 2318 ) 3 / 14 ورقم ( 2879 ) 3 / 187 ، والمعجم الكبير رقم ( 11622 ) 11 / 243 ـ 244 ، وحلية الأولياء 1 / 25 ، والمستدرك 1 / 318 ـ 320 ، والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 51 ـ 52 ، و شعب الإيمان رقم ( 611 ) 1 / 428 ورقم (3080 ) 3 / 125 ، وأخبار قزوين 3 / 249 ، وتهذيب الكمال 29 / 103 ، ومجمع الزوائد 2 / 281 ـ 282 ، وفتح الباري 10 / 533 ، قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب 1 / 528 : وقد صححه جماعة ، منهم الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا أبو الحسن المقدسي ، وقال أبو بكر بن أبي داوود : سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا ، وقال مسلم بن الحجاج : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ، وذكر ذلك أيضاً ابن ناصر الدين الدمشقي ، في كتابه الترجيح لحديث صلاة التسابيح ، ص 41 وممن صححه أيضاً سراج الدين البلقيني ، والحافظ العلائي ، وبدر الدين الزركشي . ذكر ذلك ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة 2 / 109 والسيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2 / 44 ، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 53 ـ 54 وممن صححه أو حسنه : ابن منده ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن ابن المفضل ، والمنذري ، وابن الصلاح ، والنووي ، والسبكي ، وآخرون ، وذكر من تقدم ذكرهم ممن صححوه ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 1152 ـ 1153 ) 1 / 240 – 241 ، وقد اعتنى جماعة من العلماء بالتصنيف في حديث صلاة التسبيح ، وذلك مما يدل على اعتناء العلماء به قديماً وحديثاً ، منهم الحافظ الدارقطني ، المتوفى سنة 385 هـ ألف فيه جزءاً ، والحافظ الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة 463 هـ والحافظ عبد الكريم السمعاني ، المتوفى سنة 562 هـ والحافظ أبو موسى الأصبهاني ، المتوفى سنة 581 هـ وسماه : تصحيح صلاة التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح ، والإمام تاج الدين السبكي ، المتوفى سنة 771 هـ والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ، المتوفى سنة 842 هـ وسماه : الترجيح لحديث صلاة التسبيح ، طبع بيروت ، دار البشائر 1409 هـ والحافظ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911 هـ وسماه : تصحيح حديث صلاة التسبيح ، والعلامة شمس الدين محمد بن طولون ، المتوفى سنة 953 هـ ، وسماه : التو شيح لبيان صلاة التسبيح ، والشيخ محمد بن عبد الرسول البر زنجي المتوفى سنة 1103 هـ والشيخ أحمد الصديق الغماري المتوفى سنة 1380 هـ وسماه الترجيح لقول من صحح صلاة التسبيح ، والشيخ علوي بن أحمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ : وسماه القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح ، والشيخ جاسم الفهيد الدوسري حفظه الله : وسماه التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح ، طبع بدار البشائر .
وممن ضعفه : الإمام علي بن المديني ، والإمام أحمد بن حنبل ، والإمام الترمذي ، والإمام أبو جعفر العقيلي ، والإمام ابن الجوزي ( بل ذكره في الموضوعات ) ، والإمام ابن العربي ، والإمام ابن تيمية ، والإمام المزي ، والإمام العجلوني .
ومن المعاصرين اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز - رحمه الله - ، والشيخ حاتم الشريف ، والشيخ سلمان العودة .
وكلمة الإمام مسلم لا تفيد تصحيح الحديث ، بل تفيد فقط أن إسنادَ حديث ابن عباس أحسنُ إسناد في الحديث ، وأحسن أسانيد الضعيف = ضعيف .
وأما كلمة أبي داود ؛ فقد نقلها ابن حجر في الأمالي من مصدرها ، قال : ( وقال ابن شاهين في الترغيب : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : سمعت أبي يقول : "أصح حديث في صلاة التسبيح هذا" ) ، وهذه الكلمة ككلمة مسلم . فثبت أن أبا داود لم يصحح الحديث .
وللدارقطني - رحمه الله - كلمة مثل كلمة مسلم وأبي داود ، قال : "أصح شيء في فضل الصلاة صلاة التسبيح" ، وهذا - كما سبق - لا يفيد التصحيح .
*************************************************************************************************
ثالثا: بحث لأبو محمد الألفى (بحث ممتع) وهو المحدث السكندرى الأمين
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
الحمد لله الذى رفع منـار الحق وأوضحه ، وخفض الكذب والزور وفضحه ، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان ، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديـل والتحريف والزيادة والنقصان ، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان ، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان .
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق ، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق ، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق ، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله ، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله ، ناشر ألوية العلوم والمعارف ، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف ، الداعي على بصيرة إلى دار السلام ، والسراج المنير والبشير النذير علم الأئمة الأعلام .
وبعد ..
فهذا مختصر أوفى على مقاصد تصنيفى الكبير المسمى (( دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح )) ، وقد انتخبت وانتقيت منه تخريجات الأحاديـث الواردة فى هذه الصلاة ، وبيَّـنت شدة ضعفها وحال رواتها ، وعدم انتهاض رواياتهم للحجة على الحكم باستحبابها ، وسميته حين أتممته : (( التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح )) .
والله أرجوه للإثابة على الإحسان إحساناً ، وعلى الزلل والخطأ عفواً وغفراناً ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقى إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه متاب .
وهذا حين الشروع فى المراد ، وعلى الله توكلى والاعتماد .
اعلم أن الأحاديث فى صلاة التسابيح ، رويت عن جماعة من الصحابة :
عبد الله بن عباس ، وأبى رافع ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمر ، والعباس بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبى طالب ، والأنصارى . وهاك بيانها :
[ الحديث الأول ] حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنه
وله ثلاث طـرق :
[ الطريق الأولى ] قال أبو داود (1297) : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيـز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس : (( أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك .. ألا أمنحك .. ألا أحبوك .. ألا أفعل بك عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك غـفر اللَّه لك ذنبك ، أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربع ركعات . إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة )) .
وأخرجه كذلك ابن ماجه (1387) ، وابن خزيمة (1216) ، والطبرانى (( الكبير ))(11/243/11622) ، والحاكم (1/318) ، والخليلى (( الإرشاد ))(1/325/58) ، والبيهقى (( الكبرى ))(3/51) ، وابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/143) ، والمزى (( تهذيب الكمال ))(29/103) جميعا من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم موثقون ، غير موسى بن عبد العزيز أبى شعيب القنبارى ، فهو صدوق سـئ الحفظ ، ربما خالف سائر أصحاب الحكم بن أبان ، وربما تفرد عنهم بما لا يتابع عليه ، وإنما تقع المناكير فى حديث الحكم منه ، ومِنْ أمثاله : إبراهيم بن الحكم بن أبان ، وإبراهيم بن أعين الشيباني العجلي ، ومحمد بن عثمان الجمحى ، ويزيد بن أبى حكيم . وإنما يؤخذ حديث الحكم بن أبان العدنى عن : سفيان بن عيينة ، ومعمر .
قال الحافظ الذهبى فى (( ميزان الاعتـدال ))(6/550/8900) : (( موسى بن عبد العزيز العدني أبو شعيب القنباري ، ما أعلمه روى عن غير الحكم بن أبان ، فذكر حديث صلاة التسبيح . روى عنه : بشر بن الحكم ، وابنه عبد الرحمن بن بشر ، وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم . ولم يذكره أحد في كتـب الضعفاء أبداً ، ولكن ما هو بالحجة . قال ابن معين : لا أرى به بأسا . وقال النسائي : ليس به بأس . وقال ابن حبان : ربما أخطأ . وقال أبو الفضل السليماني : منكر الحديث . وقال ابن المديني : ضعيف .
قلت : حديثه من المنكرات ، لا سيما والحكم بن أبان ليس أيضا بالثبت ، وله خبر آخر بالإسناد في القول إذا سمع الرعد مروي في (( الأدب المفرد )) للبخاري )) .
قلت : وقد يفهم من كلام الحافظ الذهبى أن ليس له سوى هذين الحديثين ، بل له نسخة عن الحكم أكثرها أفراد لا يتابع عليها ، ذكر أكثرها أبو القاسم الطبرانى فى (( المعجم الكبير )) ، وقد بسطتها فى الكتاب الكبير (( دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح )) .
وأما قوله له خبر آخر فى القول إذا سمع الرعد ، فقد أخرجه البخارى (( الأدب المفرد ))(722) قال : حدثنا بشر ـ يعنى ابن الحكم ـ ثنا موسى بن عبد العزيز حدثني الحكم ـ يعنى ابن أبان ـ حدثني عكرمة أن ابن عباس : كان إذا سمع الرعد قال : سبحان الذي سبحت له ، قال : إن الرعدَ ملك ينعق بالغيث ، كما ينـعقُ الراعي بغنمه .
وقال فى (( المغني في الضـعفاء ))(2/685) : (( موسى بن عبد العزيز القِنْباري أبو شعـيب ، صاحب صلاة التسبح . قال ابن المدني : ضعيف . وقال ابن معين وغيره : لا بأس به )) .
وقال الحافظ ابن حجر (( تقريب التهذيب ))(1/552/6988) : (( صدوق سـيء الحفظ )) .
قلت : وهذا الإسناد مُعَلٌّ من أربعة أوجهٍ :
( الأول ) الشذوذ لشدة التـفرد ، فإن الحكم بن أبان العدنى ، وإن كان صدوقاً صالحاً ، إلا أنه يتفرد عن عكرمة بأحاديث ويسند عنه ما يوقفه غيره من أثبات أصحاب عكرمة . وموسى بن عبد العزيز القنبارى ربما أخطأ عليه ، وروى مناكير لا يتابع عليها .
( الثانى ) المخالفة والاضطراب ، فقد رواه إبراهيم بن الحكم عن أبيه ، فكان يضطرب فيه . فمرة موصولاً عن ابن عباس ، وأخرى عن عكرمة مرسلاً .
فقد أخرجه ابن خزيمة (1216/2) ، والحاكم (1/319) ، والبيهقى (( شعب الإيمان )) (3/125/3080) ثلاثتهم من طريق محمد بن رافع عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة أنَّ النبى صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعمه العباس مرسلاً .
وأخرجه الحاكم (1/319) ، والبيهقى (( شعب الإيمان ))(3/125/3081) كلاهما من طريق إسحاق بن راهويه عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عـن عكرمة عـن ابن عباس عـن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم موصولاً .
وقال أبو عبد الله الحاكم : (( هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث ، فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال ، على أن إمام الأئمة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم ابن الحكم بن أبان ووصله )) .
قـلت : فمن الثقة الذى وجب قبول زيادته ، أهو إبراهيم بن الحكم بن أبان ؟! . قال أحمد بن حنبل : في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم . وقال يحيى بن معين : ليس بشئ . وقال مرة : ليس بثقة . وقال البخاري سكتوا عنه . وقال النسائي : متروك الحديث ليس بثقة .
( الثالث ) عدم المتابع والشاهد من وجهٍ معتبر ، فإن كل أحاديث هذا الباب لا تخلو من ضعفٍ غير منجبرٍ ، فإن كان هذا حال أمثلها وأصلحها ، فكيف ببقيتها ؟! .
( الرابع ) مخالفة هيئة هذه الصلاة لغيـرها من الصلوات المشروعات ، كالمكتوبات ، والنوافل ، والكسوف ، والاستسقاء وغيرها .
ولهذا قال الحافظ ابن حجر فى (( تلخيص الحبيـر ))(2/7) : (( وقال أبو جعفر العقيلي : ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت . وقال أبو بكر بن العربي : ليس فيها حديث صحيح ، ولا حسن . وبالغ ابن الجوزي فذكره في (( الموضوعات )) ، وصنـَّف أبو موسى المديني جزءاً في تصحيحه ، فتباينا ـ يعنى أبا موسى وابن الجوزى ـ .
والحق أن طرقه كلها ضعيفة ، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن ، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه ، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات ، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقاً صالحاً ، فلا يحتمل منه هذا التفرد . وقد ضعَّفها ابن تيمية والمزي ، وتوقف الذهبي ، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في (( أحكامه )) وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين النووى ، فوهاها في (( شرح المهذب )) ، فقال : حديثها ضعيف ، وفي استحبابها عندي نظر لأن فيها تغييراً لهيئة الصلاة )) .
وقال أبو محمد بن قدامة المقدسى فى (( المغني ))(1/437) : (( فصـل : فأما صلاة التسبيح ، فإن أحـمد قال : ما تعجبني ، قيل له : لم ؟ ، قال : ليس فيها شيء يـصح ، ونفض يده كالمنكر )) .
وقال العجلونى (( كشف الخفاء ))(2/566) : (( وباب صلاة التسبيح لم يصح فيه حديث )) .
فإن قيل : إنَّ أبا بكر بن خزيمة قد أودعه (( صحيحه )) ، واحتجَّ به ! .
قلنا : وإن ذكره إمام الأئمة فى (( صحيحه )) ، فإنه لم يحتج به ، فقد قال عقبه : (( إن صح الخبر ، فإن في القلب من هذا الإسناد شيء )) .
ونزيدك إيضاحاً بأن أبا بكر بن خزيمة قد أخرج جملةً من الأحاديث الضعاف منبهاً على ما بها من ضعفٍ ليدفع عن نفسه معرة ذكرها فى (( صحيحه )) ، ومن أوضح الأمثلة لهذا الصنيع :
( الأول ) ما أخرجه (1/71/137) من طريق محمد بن إسحاق قال ذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسـول الله صلَّى الله عليه وسلم : (( فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا )) .
وعقَّبه أبو بكر بقوله : (( إن صحَّ الخبر ، وأنا استثنيت صحة هذا الخبر ؛ لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم ، وإنما دلَّسه عنه )) .
( الثانى ) ما أخرجه (1/203/388) من طريق حجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : رأيت بلالا يؤذن ، وقد جعل أصبعه في اليسرى ، وهو يلتوي في أذانه ، يمينا وشمالاً .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صح الخبر ، فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة ، ولست أفهم : أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا ؟ ، فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة )) .
( الثالث ) ما أخرجه (2/181/1144) من طريق عمرو بن الحارث أن أبا سويَّة حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين )) .
وقال أبو بكر قبل إيراده : (( إن صحَّ الخبر ، فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة ولا جرح )) .
( الرابع ) ما أخرجه (2/359/1464) من طريق عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة أنَّه شهد معاوية وسأل زيد بن أرقم : شهدت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يومٍ ؟ ، قال : نعم ، صلَّى العيد في أول النهار ، ثم رخص في الجمعة ، فقال : من شاء أن يجمع فليجمع .
وقال أبو بكر قبل إيراده : (( إن صحَّ الخبر ، فإني لا أعرف إياس بن أبي رملة بعدالةٍ ولا جرحٍ )) .
( الخامس ) ما أخرجه (4/74/2379) من طريق أشعث بن سوار عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم رجلاً ساعياً على الصدقة ، وأمره أن يأخذ من الأغنياء فيقسمه على الفقراء ، فأمر لي بقلوص .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صحَّ الخبر ، فإن في القلب من أشعث بن سوار ، وإن لم يثبت هذا الخبر ، فخبر ابن عباس في أمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم معاذاً بأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن وقسمها في فقرائهم أثبت وأصحَّ من هذا الخبر )) .
( السادس ) ما أخرجه (4/155/2579) من طريق الأوزاعي ثنا عبد الله بن عامر ثنا نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال : (( من أهدى تطوعا ثم ضلت ، فإن شاء أبدلها وإن شاء ترك ، وإن كانت في نذر فليبدل )) .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صحَّ الخبر ، ولا أخال ، فإن في القلب من عبد الله بن عامر الأسلمي )) .
فهذه النماذج المذكورة دالةٌ على المقصود بهذا البيان ، ورافعة لإشكال ذكر هذا الحديث المنكر فى (( صحيح ابن خزيمة )) .
قلت : على أن جماعة من الأئـمة قد اعتبروا كثرة الطرق والوجوه والروايات داعياً قوياً فى ثبوت الحديث وتصحيحه ، فصحَّحوه ، بل وصنَّفوا فى تصحيـحه أجزاءً ، كما فعل الإمام أبو سعد السمعانى صاحب (( الأنساب )) ، واحتجوا لتقويته بفعل جماعة من الأئمة لها ومواظبتهم عليها .
قال الحافظ الزكى المنذرى فى (( الترغيب والترهيب ))(1/268) : (( وقد روي هذا الحديث من طرق كثيـرة وعن جماعة من الصحابة ، وأمثلها حديث عكرمة هذا .
وقد صحَّحه جماعة منهم : الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى . وقال أبو بـكر بن أبي داود سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا .
وقال مسلم بن الحجاج ـ رحمه اللَّه تعالى ـ : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ـ يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس ـ . وقال الحاكم : قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيـى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (( وجَّه رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة ، فلما قدم اعتنقه ، وقبَّل بين عينيه ، ثم قال : ألا أهب لك .. ألا أسرك .. ألا أمنحك )) ، فذكر الحديث ثم قال : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه )) .
وقال صاحب (( عون المعبود ))(4/124) : (( وممن صحح هذا الحديث أو حسنه غيــر من تقدم ابن منده ، وألف في تصحيحه كتاباً ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن بن المفضل ، والمنـذري ، وابن الصلاح ، والنووي في (( تهذيب الأسماء )) ، وآخرون . وقال الديلمي في (( مسند الفردوس )) : صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادا . وروى البيهقي وغيره عن أبي حامد الشرقي : قال كنت عند مسلم بن الحجاج ومعنا هذا الحديث فسمعت مسلما يقول : لا يروى فيها إسناد أحسن مـن هذا . وقال الترمذي : قد رأى ابن المبارك ، وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيها . وقال البيهقي : كان عبد الله بن المبارك يصليها ، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعـض ، وفيه تقوية للحديث المرفوع )) اهـ .
وأعجب ما فيما سبق :
( أولاً ) تصحيـح الحاكم حديث ابن عمر ، وإسناده مظلم واهٍ بمرة ، كما سيأتى بيـانه .
( ثانياً ) قول الديلمي : صلاة التسبيح أشهر الصلوات ، وأصحها إسناداً !! .
قلت : صلاة التسابيح ، التى اختلف الأئمة على ثبوتها ، وحجية أحاديثها ، حتى عدَّ بعضهم أحاديثها موضوعة ، وجزم بعضهم بأن أحاديثها ضعاف لا تقوم بها حجة ، كيف تكون أشهر الصلوات وهذا شأنها واضطراب حجيتها ؟ . ومتى كانـت أشهر الصلوات ، وهؤلاء الأئـمة الثلاثة الكبار : أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعى لم يسمعوا عنها شيئاً ؟! .
يتبع ........................
وعندما سألوا الشيخ عن اصراره قال أنها صحيحه وورد فيها حديث صحيح وهوو أعلم بذلك
فهذا بحث عن مدى صحه صلاة التسابيح
أولا: سأل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
سئل فضيلة الشيخ : عن صلاة التسبيح كيف تؤدى؟ ومتى تصلى؟
فأجاب فضيلته بقوله: قبل أن نجيب على حكم صلاة التسبيح، نبين صفتها على حسب ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – – للعباس بن عبد المطلب: " يا عباس، يا عماه: ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، وقديمه وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره ، وسره وعلانيته؟ عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً وتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة "، وهذا أمثل ما روي فيها.
والحديث رواه أبو داود ، وابن ماجة، وابن خزيمة في صحيحه وقال: إن صح الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيئاً.
وقد اختلف الناس في صلاة التسبيح في صحة حديثها والعمل به:
فمنهم من صححه ، ومنهم من حسَّنه، ومنهم من ضعَّفه ، ومنهم من جعله في الموضوعات .
وقد ذكر ابن الجوزي أحاديث صلاة التسبيح وطرقها وضعفها كلها، وبين ضعفها وذكره في كتابه الموضوعات .
قال الترمذي : روي عن النبي – – في صلاة التسبيح غير حديث، قال: ولا يصح منه كبير شيء .
ونقل النووي عن العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت، وكذا ذكره ابن العربي وآخرون ليس فيه حديث صحيح ولا حسن، وقال النووي: في استحبابها نظر؛ لأن حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة، فينبغي ألاَّ تفعل بغير حديث وليس حديثها ثابت. ذكره في شرح المهذب.
ونقل السيوطي في اللآلي عن الحافظ ابن حجر قوله: والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وأن حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع، والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات .
وموسى بن عبد العزيز -وإن كان صادقاً صالحاً- فلا يحتمل منه هذا التفرُّد، وقد ضعَّفها ابن تيمية، والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في أحكامه . أ هـ كلامه .
مع أنه في جوابه عما قيل في بعض أحاديث المشكاة قال:" الحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه " ، فاختلف كلامه فيه – رحمه الله – والله أعلم.
وقال صاحب الفروع في حديث صلاة التسبيح: رواه أحمد، وقال: لا يصح ، قال : وادعى شيخنا أنه كذب، كذا قال، ونص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها، ولم يستحبها إمام. واستحبها ابن المبارك على صفة لم يرد
بها الخبر؛ لئلا تثبت سُنَّة بخبر لا أصل له، قال: وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكلية.
هذا كلام صاحب الفروع أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهم الله تعالى -.
والذي يترجح عندي أن صلاة التسبيح ليست بسنة، وأن خبرها ضعيف، وذلك من وجوه:
الأول : أن الأصل في العبادات الحظر والمنع، حتى يقوم دليل تثبت به مشروعيتها.
الثاني : أن حديثها مضطرب، فقد اختلف فيه على عدة أوجه.
الثالث: أنها لم يستحبها أحد من الأئمة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله –تعالى- :" قد نص أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ولم يستحبها إمام " . قال: " وأما أبو حنيفة ومالك والشافعي فلم يسمعوها بالكلية ".
الرابع : أنه لو كانت هذه الصلاة مشروعة لنقلت للأمة نقلاً لا ريب فيه، واشتهرت بينهم لعظم فائدتها، ولخروجها عن جنس الصلوات، بل وعن جنس العبادات. فإننا لا نعلم عبادة يخيَّر فيها هذا التخيَّر، بحيث تفعل كل يوم، أو في الأسبوع مرة، أو في الشهر مرة، أو في الحول مرة، أو في العمر مرة، فلما كانت عظيمة الفائدة، خارجة عن جنس الصلوات، ولم تشتهر، ولم تنقل علم أنه لا أصل لها، وذلك لأن ما خرج عن نظائره، وعظمت فائدته فإن الناس يهتمون به، وينقلونه ويشيع بينهم شيوعاً ظاهراً، فلما لم يكن هذا في هذه الصلاة علم أنها ليست مشروعة، ولذلك لم يستحبها أحد من الأئمة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى - . وإن فيما ثبتت مشروعيته من النوافل لخير وبركة لمن أراد المزيد، وهو في غنى بما ثبت عما فيه الخلاف والشبهة، والله المستعان.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - ، المجلد (14) ، ص (324)].
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
*************************************************************************
ثانيا : تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
قال أبو داوود في سننه : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص قال للعباس بن عبد المطلب " يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه وخطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ( 1) "
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
( 1) أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجة والطبراني في الأوسط والكبير وأبو نعيم في الحلية والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وفي شعب الإيمان وعبد الكريم القزويني في أخبار قزوين والمزي في تهذيب الكمال ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وابن حجر في فتح الباري والمنذري في الترغيب والترهيب ، وصححه جماعة من العلماء منهم أبو داوود ومسلم و الحاكم ووافقه الذهبي والنووي وابن الصلاح وابن منده والآجري والخطيب والسمعاني وابن ناصر الدين الدمشقي وآخرون كما سيأتي ، والألباني في صحيح سنن أبي داوود .
انظر : سنن أبي داوود في كتاب الصلاة باب صلاة التسابيح رقم ( 1297 ـ 1298 ) 2 / 46 ـ 47 ، وسنن الترمذي في كتاب الصلاة ، باب ما جاء في صلاة التسبيح رقم ( 481 ) 2 / 348 ، وسنن ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب صلاة التسابيح رقم ( 1386 ـ 1387 ) 1 / 442 – 443 ، والمعجم الأوسط رقم ( 2318 ) 3 / 14 ورقم ( 2879 ) 3 / 187 ، والمعجم الكبير رقم ( 11622 ) 11 / 243 ـ 244 ، وحلية الأولياء 1 / 25 ، والمستدرك 1 / 318 ـ 320 ، والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 51 ـ 52 ، و شعب الإيمان رقم ( 611 ) 1 / 428 ورقم (3080 ) 3 / 125 ، وأخبار قزوين 3 / 249 ، وتهذيب الكمال 29 / 103 ، ومجمع الزوائد 2 / 281 ـ 282 ، وفتح الباري 10 / 533 ، قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب 1 / 528 : وقد صححه جماعة ، منهم الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا أبو الحسن المقدسي ، وقال أبو بكر بن أبي داوود : سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا ، وقال مسلم بن الحجاج : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ، وذكر ذلك أيضاً ابن ناصر الدين الدمشقي ، في كتابه الترجيح لحديث صلاة التسابيح ، ص 41 وممن صححه أيضاً سراج الدين البلقيني ، والحافظ العلائي ، وبدر الدين الزركشي . ذكر ذلك ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة 2 / 109 والسيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2 / 44 ، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 53 ـ 54 وممن صححه أو حسنه : ابن منده ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن ابن المفضل ، والمنذري ، وابن الصلاح ، والنووي ، والسبكي ، وآخرون ، وذكر من تقدم ذكرهم ممن صححوه ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 1152 ـ 1153 ) 1 / 240 – 241 ، وقد اعتنى جماعة من العلماء بالتصنيف في حديث صلاة التسبيح ، وذلك مما يدل على اعتناء العلماء به قديماً وحديثاً ، منهم الحافظ الدارقطني ، المتوفى سنة 385 هـ ألف فيه جزءاً ، والحافظ الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة 463 هـ والحافظ عبد الكريم السمعاني ، المتوفى سنة 562 هـ والحافظ أبو موسى الأصبهاني ، المتوفى سنة 581 هـ وسماه : تصحيح صلاة التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح ، والإمام تاج الدين السبكي ، المتوفى سنة 771 هـ والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ، المتوفى سنة 842 هـ وسماه : الترجيح لحديث صلاة التسبيح ، طبع بيروت ، دار البشائر 1409 هـ والحافظ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة 911 هـ وسماه : تصحيح حديث صلاة التسبيح ، والعلامة شمس الدين محمد بن طولون ، المتوفى سنة 953 هـ ، وسماه : التو شيح لبيان صلاة التسبيح ، والشيخ محمد بن عبد الرسول البر زنجي المتوفى سنة 1103 هـ والشيخ أحمد الصديق الغماري المتوفى سنة 1380 هـ وسماه الترجيح لقول من صحح صلاة التسبيح ، والشيخ علوي بن أحمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ : وسماه القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح ، والشيخ جاسم الفهيد الدوسري حفظه الله : وسماه التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح ، طبع بدار البشائر .
وممن ضعفه : الإمام علي بن المديني ، والإمام أحمد بن حنبل ، والإمام الترمذي ، والإمام أبو جعفر العقيلي ، والإمام ابن الجوزي ( بل ذكره في الموضوعات ) ، والإمام ابن العربي ، والإمام ابن تيمية ، والإمام المزي ، والإمام العجلوني .
ومن المعاصرين اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز - رحمه الله - ، والشيخ حاتم الشريف ، والشيخ سلمان العودة .
وكلمة الإمام مسلم لا تفيد تصحيح الحديث ، بل تفيد فقط أن إسنادَ حديث ابن عباس أحسنُ إسناد في الحديث ، وأحسن أسانيد الضعيف = ضعيف .
وأما كلمة أبي داود ؛ فقد نقلها ابن حجر في الأمالي من مصدرها ، قال : ( وقال ابن شاهين في الترغيب : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : سمعت أبي يقول : "أصح حديث في صلاة التسبيح هذا" ) ، وهذه الكلمة ككلمة مسلم . فثبت أن أبا داود لم يصحح الحديث .
وللدارقطني - رحمه الله - كلمة مثل كلمة مسلم وأبي داود ، قال : "أصح شيء في فضل الصلاة صلاة التسبيح" ، وهذا - كما سبق - لا يفيد التصحيح .
*************************************************************************************************
ثالثا: بحث لأبو محمد الألفى (بحث ممتع) وهو المحدث السكندرى الأمين
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
الحمد لله الذى رفع منـار الحق وأوضحه ، وخفض الكذب والزور وفضحه ، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان ، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديـل والتحريف والزيادة والنقصان ، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان ، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان .
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق ، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق ، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق ، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله ، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله ، ناشر ألوية العلوم والمعارف ، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف ، الداعي على بصيرة إلى دار السلام ، والسراج المنير والبشير النذير علم الأئمة الأعلام .
وبعد ..
فهذا مختصر أوفى على مقاصد تصنيفى الكبير المسمى (( دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح )) ، وقد انتخبت وانتقيت منه تخريجات الأحاديـث الواردة فى هذه الصلاة ، وبيَّـنت شدة ضعفها وحال رواتها ، وعدم انتهاض رواياتهم للحجة على الحكم باستحبابها ، وسميته حين أتممته : (( التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح )) .
والله أرجوه للإثابة على الإحسان إحساناً ، وعلى الزلل والخطأ عفواً وغفراناً ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقى إلا بالله ، عليه توكلت ، وإليه متاب .
وهذا حين الشروع فى المراد ، وعلى الله توكلى والاعتماد .
اعلم أن الأحاديث فى صلاة التسابيح ، رويت عن جماعة من الصحابة :
عبد الله بن عباس ، وأبى رافع ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمر ، والعباس بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبى طالب ، والأنصارى . وهاك بيانها :
[ الحديث الأول ] حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنه
وله ثلاث طـرق :
[ الطريق الأولى ] قال أبو داود (1297) : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيـز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس : (( أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك .. ألا أمنحك .. ألا أحبوك .. ألا أفعل بك عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك غـفر اللَّه لك ذنبك ، أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربع ركعات . إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة )) .
وأخرجه كذلك ابن ماجه (1387) ، وابن خزيمة (1216) ، والطبرانى (( الكبير ))(11/243/11622) ، والحاكم (1/318) ، والخليلى (( الإرشاد ))(1/325/58) ، والبيهقى (( الكبرى ))(3/51) ، وابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/143) ، والمزى (( تهذيب الكمال ))(29/103) جميعا من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم موثقون ، غير موسى بن عبد العزيز أبى شعيب القنبارى ، فهو صدوق سـئ الحفظ ، ربما خالف سائر أصحاب الحكم بن أبان ، وربما تفرد عنهم بما لا يتابع عليه ، وإنما تقع المناكير فى حديث الحكم منه ، ومِنْ أمثاله : إبراهيم بن الحكم بن أبان ، وإبراهيم بن أعين الشيباني العجلي ، ومحمد بن عثمان الجمحى ، ويزيد بن أبى حكيم . وإنما يؤخذ حديث الحكم بن أبان العدنى عن : سفيان بن عيينة ، ومعمر .
قال الحافظ الذهبى فى (( ميزان الاعتـدال ))(6/550/8900) : (( موسى بن عبد العزيز العدني أبو شعيب القنباري ، ما أعلمه روى عن غير الحكم بن أبان ، فذكر حديث صلاة التسبيح . روى عنه : بشر بن الحكم ، وابنه عبد الرحمن بن بشر ، وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم . ولم يذكره أحد في كتـب الضعفاء أبداً ، ولكن ما هو بالحجة . قال ابن معين : لا أرى به بأسا . وقال النسائي : ليس به بأس . وقال ابن حبان : ربما أخطأ . وقال أبو الفضل السليماني : منكر الحديث . وقال ابن المديني : ضعيف .
قلت : حديثه من المنكرات ، لا سيما والحكم بن أبان ليس أيضا بالثبت ، وله خبر آخر بالإسناد في القول إذا سمع الرعد مروي في (( الأدب المفرد )) للبخاري )) .
قلت : وقد يفهم من كلام الحافظ الذهبى أن ليس له سوى هذين الحديثين ، بل له نسخة عن الحكم أكثرها أفراد لا يتابع عليها ، ذكر أكثرها أبو القاسم الطبرانى فى (( المعجم الكبير )) ، وقد بسطتها فى الكتاب الكبير (( دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح )) .
وأما قوله له خبر آخر فى القول إذا سمع الرعد ، فقد أخرجه البخارى (( الأدب المفرد ))(722) قال : حدثنا بشر ـ يعنى ابن الحكم ـ ثنا موسى بن عبد العزيز حدثني الحكم ـ يعنى ابن أبان ـ حدثني عكرمة أن ابن عباس : كان إذا سمع الرعد قال : سبحان الذي سبحت له ، قال : إن الرعدَ ملك ينعق بالغيث ، كما ينـعقُ الراعي بغنمه .
وقال فى (( المغني في الضـعفاء ))(2/685) : (( موسى بن عبد العزيز القِنْباري أبو شعـيب ، صاحب صلاة التسبح . قال ابن المدني : ضعيف . وقال ابن معين وغيره : لا بأس به )) .
وقال الحافظ ابن حجر (( تقريب التهذيب ))(1/552/6988) : (( صدوق سـيء الحفظ )) .
قلت : وهذا الإسناد مُعَلٌّ من أربعة أوجهٍ :
( الأول ) الشذوذ لشدة التـفرد ، فإن الحكم بن أبان العدنى ، وإن كان صدوقاً صالحاً ، إلا أنه يتفرد عن عكرمة بأحاديث ويسند عنه ما يوقفه غيره من أثبات أصحاب عكرمة . وموسى بن عبد العزيز القنبارى ربما أخطأ عليه ، وروى مناكير لا يتابع عليها .
( الثانى ) المخالفة والاضطراب ، فقد رواه إبراهيم بن الحكم عن أبيه ، فكان يضطرب فيه . فمرة موصولاً عن ابن عباس ، وأخرى عن عكرمة مرسلاً .
فقد أخرجه ابن خزيمة (1216/2) ، والحاكم (1/319) ، والبيهقى (( شعب الإيمان )) (3/125/3080) ثلاثتهم من طريق محمد بن رافع عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة أنَّ النبى صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعمه العباس مرسلاً .
وأخرجه الحاكم (1/319) ، والبيهقى (( شعب الإيمان ))(3/125/3081) كلاهما من طريق إسحاق بن راهويه عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عـن عكرمة عـن ابن عباس عـن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم موصولاً .
وقال أبو عبد الله الحاكم : (( هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث ، فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال ، على أن إمام الأئمة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم ابن الحكم بن أبان ووصله )) .
قـلت : فمن الثقة الذى وجب قبول زيادته ، أهو إبراهيم بن الحكم بن أبان ؟! . قال أحمد بن حنبل : في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم . وقال يحيى بن معين : ليس بشئ . وقال مرة : ليس بثقة . وقال البخاري سكتوا عنه . وقال النسائي : متروك الحديث ليس بثقة .
( الثالث ) عدم المتابع والشاهد من وجهٍ معتبر ، فإن كل أحاديث هذا الباب لا تخلو من ضعفٍ غير منجبرٍ ، فإن كان هذا حال أمثلها وأصلحها ، فكيف ببقيتها ؟! .
( الرابع ) مخالفة هيئة هذه الصلاة لغيـرها من الصلوات المشروعات ، كالمكتوبات ، والنوافل ، والكسوف ، والاستسقاء وغيرها .
ولهذا قال الحافظ ابن حجر فى (( تلخيص الحبيـر ))(2/7) : (( وقال أبو جعفر العقيلي : ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت . وقال أبو بكر بن العربي : ليس فيها حديث صحيح ، ولا حسن . وبالغ ابن الجوزي فذكره في (( الموضوعات )) ، وصنـَّف أبو موسى المديني جزءاً في تصحيحه ، فتباينا ـ يعنى أبا موسى وابن الجوزى ـ .
والحق أن طرقه كلها ضعيفة ، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن ، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه ، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات ، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقاً صالحاً ، فلا يحتمل منه هذا التفرد . وقد ضعَّفها ابن تيمية والمزي ، وتوقف الذهبي ، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في (( أحكامه )) وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين النووى ، فوهاها في (( شرح المهذب )) ، فقال : حديثها ضعيف ، وفي استحبابها عندي نظر لأن فيها تغييراً لهيئة الصلاة )) .
وقال أبو محمد بن قدامة المقدسى فى (( المغني ))(1/437) : (( فصـل : فأما صلاة التسبيح ، فإن أحـمد قال : ما تعجبني ، قيل له : لم ؟ ، قال : ليس فيها شيء يـصح ، ونفض يده كالمنكر )) .
وقال العجلونى (( كشف الخفاء ))(2/566) : (( وباب صلاة التسبيح لم يصح فيه حديث )) .
فإن قيل : إنَّ أبا بكر بن خزيمة قد أودعه (( صحيحه )) ، واحتجَّ به ! .
قلنا : وإن ذكره إمام الأئمة فى (( صحيحه )) ، فإنه لم يحتج به ، فقد قال عقبه : (( إن صح الخبر ، فإن في القلب من هذا الإسناد شيء )) .
ونزيدك إيضاحاً بأن أبا بكر بن خزيمة قد أخرج جملةً من الأحاديث الضعاف منبهاً على ما بها من ضعفٍ ليدفع عن نفسه معرة ذكرها فى (( صحيحه )) ، ومن أوضح الأمثلة لهذا الصنيع :
( الأول ) ما أخرجه (1/71/137) من طريق محمد بن إسحاق قال ذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسـول الله صلَّى الله عليه وسلم : (( فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا )) .
وعقَّبه أبو بكر بقوله : (( إن صحَّ الخبر ، وأنا استثنيت صحة هذا الخبر ؛ لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم ، وإنما دلَّسه عنه )) .
( الثانى ) ما أخرجه (1/203/388) من طريق حجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : رأيت بلالا يؤذن ، وقد جعل أصبعه في اليسرى ، وهو يلتوي في أذانه ، يمينا وشمالاً .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صح الخبر ، فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة ، ولست أفهم : أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا ؟ ، فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة )) .
( الثالث ) ما أخرجه (2/181/1144) من طريق عمرو بن الحارث أن أبا سويَّة حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين )) .
وقال أبو بكر قبل إيراده : (( إن صحَّ الخبر ، فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة ولا جرح )) .
( الرابع ) ما أخرجه (2/359/1464) من طريق عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة أنَّه شهد معاوية وسأل زيد بن أرقم : شهدت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يومٍ ؟ ، قال : نعم ، صلَّى العيد في أول النهار ، ثم رخص في الجمعة ، فقال : من شاء أن يجمع فليجمع .
وقال أبو بكر قبل إيراده : (( إن صحَّ الخبر ، فإني لا أعرف إياس بن أبي رملة بعدالةٍ ولا جرحٍ )) .
( الخامس ) ما أخرجه (4/74/2379) من طريق أشعث بن سوار عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم رجلاً ساعياً على الصدقة ، وأمره أن يأخذ من الأغنياء فيقسمه على الفقراء ، فأمر لي بقلوص .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صحَّ الخبر ، فإن في القلب من أشعث بن سوار ، وإن لم يثبت هذا الخبر ، فخبر ابن عباس في أمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم معاذاً بأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن وقسمها في فقرائهم أثبت وأصحَّ من هذا الخبر )) .
( السادس ) ما أخرجه (4/155/2579) من طريق الأوزاعي ثنا عبد الله بن عامر ثنا نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال : (( من أهدى تطوعا ثم ضلت ، فإن شاء أبدلها وإن شاء ترك ، وإن كانت في نذر فليبدل )) .
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه : (( إن صحَّ الخبر ، ولا أخال ، فإن في القلب من عبد الله بن عامر الأسلمي )) .
فهذه النماذج المذكورة دالةٌ على المقصود بهذا البيان ، ورافعة لإشكال ذكر هذا الحديث المنكر فى (( صحيح ابن خزيمة )) .
قلت : على أن جماعة من الأئـمة قد اعتبروا كثرة الطرق والوجوه والروايات داعياً قوياً فى ثبوت الحديث وتصحيحه ، فصحَّحوه ، بل وصنَّفوا فى تصحيـحه أجزاءً ، كما فعل الإمام أبو سعد السمعانى صاحب (( الأنساب )) ، واحتجوا لتقويته بفعل جماعة من الأئمة لها ومواظبتهم عليها .
قال الحافظ الزكى المنذرى فى (( الترغيب والترهيب ))(1/268) : (( وقد روي هذا الحديث من طرق كثيـرة وعن جماعة من الصحابة ، وأمثلها حديث عكرمة هذا .
وقد صحَّحه جماعة منهم : الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى . وقال أبو بـكر بن أبي داود سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا .
وقال مسلم بن الحجاج ـ رحمه اللَّه تعالى ـ : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ـ يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس ـ . وقال الحاكم : قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيـى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (( وجَّه رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة ، فلما قدم اعتنقه ، وقبَّل بين عينيه ، ثم قال : ألا أهب لك .. ألا أسرك .. ألا أمنحك )) ، فذكر الحديث ثم قال : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه )) .
وقال صاحب (( عون المعبود ))(4/124) : (( وممن صحح هذا الحديث أو حسنه غيــر من تقدم ابن منده ، وألف في تصحيحه كتاباً ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن بن المفضل ، والمنـذري ، وابن الصلاح ، والنووي في (( تهذيب الأسماء )) ، وآخرون . وقال الديلمي في (( مسند الفردوس )) : صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادا . وروى البيهقي وغيره عن أبي حامد الشرقي : قال كنت عند مسلم بن الحجاج ومعنا هذا الحديث فسمعت مسلما يقول : لا يروى فيها إسناد أحسن مـن هذا . وقال الترمذي : قد رأى ابن المبارك ، وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيها . وقال البيهقي : كان عبد الله بن المبارك يصليها ، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعـض ، وفيه تقوية للحديث المرفوع )) اهـ .
وأعجب ما فيما سبق :
( أولاً ) تصحيـح الحاكم حديث ابن عمر ، وإسناده مظلم واهٍ بمرة ، كما سيأتى بيـانه .
( ثانياً ) قول الديلمي : صلاة التسبيح أشهر الصلوات ، وأصحها إسناداً !! .
قلت : صلاة التسابيح ، التى اختلف الأئمة على ثبوتها ، وحجية أحاديثها ، حتى عدَّ بعضهم أحاديثها موضوعة ، وجزم بعضهم بأن أحاديثها ضعاف لا تقوم بها حجة ، كيف تكون أشهر الصلوات وهذا شأنها واضطراب حجيتها ؟ . ومتى كانـت أشهر الصلوات ، وهؤلاء الأئـمة الثلاثة الكبار : أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعى لم يسمعوا عنها شيئاً ؟! .
يتبع ........................
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 11:32 pm عدل 1 مرات
الطريق الثانية
[ الطريق الثانية ] قال أبو القاسم الطبرانى (( الأوسط ))(3/187/2879) : حدثنا إبراهيـم بن أحمد بن عمر الوكيعى ثنا محرز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال : قال لي ابن عباس : يا أبا الجوزاء ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك ! ، قلت : بلى ، فقـال سمعت رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : (( من صلَّى أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة ، فإذا فرغ من القراءة قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فهذه واحدة حتى يكمل خمس عشرة ، ثم ركع فيقول عشرا ، ثم يـرفع فيقولها عشرا ، ثم يسجد فيقولها عشرا ، ثم يـرفع فيقولها عشرا ، ثم يسجد فيـقولها عشرا ، ثم يـرفع رأسه فيـقولها عشرا ، فهذه خمسة وسبعـون في كل ركعة ، حتى يفرغ من أربـع ركعات . من صلاهن غــفر له كل ذنب ، صغيره وكبيره ، قديم أو حديـث ، كان أو هو كائن )) .
قال أبو القاسم : (( لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة ، تفرد به محرز )) .
قال ابن أبى حاتم (( الجرح والتعديل ))(9/179) : (( قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيـى بن معين انه قال : يحيى بن عقبة بن أبى العيزار ليس بشيء . وسألت أبى عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال : متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث .
وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال : ضعيف الحديث )) .
قلت : فهذا إسناد منـكر باطل لحال يحيى بن عقبة .
قال أبو القاسم : (( لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة ، تفرد به محرز )) .
قال ابن أبى حاتم (( الجرح والتعديل ))(9/179) : (( قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيـى بن معين انه قال : يحيى بن عقبة بن أبى العيزار ليس بشيء . وسألت أبى عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال : متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث .
وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال : ضعيف الحديث )) .
قلت : فهذا إسناد منـكر باطل لحال يحيى بن عقبة .
الطريق الثالثة
[ الطريق الثالثة ] قال أبو القاسم الطبرانى (( الأوسط ))(3/14/2318) : حدثنا إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعانى قال حدثنا هشام بن إبراهيــم أبو الوليـد المخزومي قال حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجـاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له : (( يا غلام ! ألا أحبوك .. ألا أنحلك .. ألا أعطيك ، قلت : بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله ! ، قال : فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال ، فقال : أربع ركعات تصليهن في كل يوم ، فإن لم تستطع ففي كل جمعة ، وإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة ، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة ، تكبر فتقرأ أم القرآن وسورة ، ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقولها عشرا ، ثم ترفع فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع فتقولها عشرا ، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك ، فإذا فرغت قلت بعد التشهد ، وقبل التسليم : اللهم إني أسألك توفيـق أهل الهدى ، وأعمال أهل اليقيـن ، ومناصحة أهل التوبة ، وعزم أهل الصبر ، وجد أهل الحسبة ، وطلب أهل الرغبة ، وتعبد أهل الورع ، وعرفان أهل العلم ، حتى أخافك . اللهم أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك ، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك ، وحتى أخلص لك النصيحة حباً لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك ، سبحان خالق النار . فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس ، غفر اللَّه لك ذنوبك صغيرها وكبيرها ، وقديمها وحديثها ، وسرها وعلانيتها ، وعمدها وخطأها )) .
قال أبو القاسم : (( لم يـرو هذا الحديــث عن مجاهـد إلا عبد القدوس ، ولا عـن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر ، تفرد به أبو الوليد المخزومي )) .
وأخرجه أبو نعيم (( حلية الأولياء ))(1/25) قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبرانى بإسناده ومتنه سواء .
قلت : الحديث بهذا الإسناد والمتن باطل ، والدعاء فيه تكلفٌ غيـرُ معهودٍ مثله عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وعبد القدوس وضاع كذاب لا يحل الرواية عنه ، ولا ذكره إلا تحذيراً .
قال ابن الجوزى فى (( الضعفاء والمتروكين ))(2/113) : (( عبد القدوس بن حبيب ، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي . يروي عن : عطاء ، ونافع ، والشعبي . قال ابن المبارك : لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه . وقال يحيى : ضعيف . وقال مرة : مطروح الحديث . وقال إسماعيل بن عياش : أشهد عليه بالكذب وقال البخاري : أحاديثه مقلوبة . وقال الفلاس : أجمع أهل العلم على ترك حديثه . وقال مسلم بن الحجاج : ذاهب الحديث . وقال أبو داود : ليس بشيء . وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه وقال النسائي : متروك الحديث )) .
قـلت : فهذه طرق حديث ابن عباس ، أمثلها وأحسنها حالاً رواية الحكم بن أبان عن عكرمة ، ولكنها شاذة منكرة لا تقوم الحجة بها بمفردها ، كما سبق بيانها !! .
وأما حكم ابن الجوزى عليها بالوضع ففيه مجازفة وحيدة عن الصواب ، إذ احتج لذلك بقوله : موسى بن عبد العزيز مجهول ، وليس كما زعم ، بل هو مشهور حسن الحديث ، وقد قوَّاه يحيـى بن معيـن والنسائى ، ولو ثبتت جهالته جدلاً ، لا يلزم الحكم على حديثه بالوضع ، فليس فى إسناده من اتهم بالوضع أو الكذب !! .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
يتبع
قال أبو القاسم : (( لم يـرو هذا الحديــث عن مجاهـد إلا عبد القدوس ، ولا عـن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر ، تفرد به أبو الوليد المخزومي )) .
وأخرجه أبو نعيم (( حلية الأولياء ))(1/25) قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبرانى بإسناده ومتنه سواء .
قلت : الحديث بهذا الإسناد والمتن باطل ، والدعاء فيه تكلفٌ غيـرُ معهودٍ مثله عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وعبد القدوس وضاع كذاب لا يحل الرواية عنه ، ولا ذكره إلا تحذيراً .
قال ابن الجوزى فى (( الضعفاء والمتروكين ))(2/113) : (( عبد القدوس بن حبيب ، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي . يروي عن : عطاء ، ونافع ، والشعبي . قال ابن المبارك : لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه . وقال يحيى : ضعيف . وقال مرة : مطروح الحديث . وقال إسماعيل بن عياش : أشهد عليه بالكذب وقال البخاري : أحاديثه مقلوبة . وقال الفلاس : أجمع أهل العلم على ترك حديثه . وقال مسلم بن الحجاج : ذاهب الحديث . وقال أبو داود : ليس بشيء . وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه وقال النسائي : متروك الحديث )) .
قـلت : فهذه طرق حديث ابن عباس ، أمثلها وأحسنها حالاً رواية الحكم بن أبان عن عكرمة ، ولكنها شاذة منكرة لا تقوم الحجة بها بمفردها ، كما سبق بيانها !! .
وأما حكم ابن الجوزى عليها بالوضع ففيه مجازفة وحيدة عن الصواب ، إذ احتج لذلك بقوله : موسى بن عبد العزيز مجهول ، وليس كما زعم ، بل هو مشهور حسن الحديث ، وقد قوَّاه يحيـى بن معيـن والنسائى ، ولو ثبتت جهالته جدلاً ، لا يلزم الحكم على حديثه بالوضع ، فليس فى إسناده من اتهم بالوضع أو الكذب !! .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
يتبع
باقى الأحاديث
باقى الأحاديث
مُساهمة Admin اليوم في 0:11
[ الحديث الثانى ] حديث أبى رافع
قال الترمذى (482) : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : (( قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمِّ ! أَلا أَصِلُكَ .. أَلا أَحْبُوكَ .. أَلا أَنْفَعُكَ .. قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : يَا عَمِّ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ ، فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ : اللهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ ، ثُمَّ ارْكَعْ ، فَقُلْهَا عَشْراً ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقُلْهَا عَشْراً ، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْراً ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقُلْهَا عَشْراً ، ثُمَّ اسْجُدِ الثَّانِيَةَ ، فَقُلْهَا عَشْراً ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقُلْهَا عَشْراً ، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، هِيَ ثَلاثُ مِائَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ ، لَغَفَرَهَا اللهُ لَكَ )) ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ! وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ ، فَقُلْهَا فِي جُمْعَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي جُمُعَةٍ ، فَقُلْهَا فِي شَهْرٍ ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ ، حَتَّى قَالَ : فَقُلْهَا فِي سَنَةٍ )) .
وأخرجه ابن ماجه (1386) ، والرويانى (( مسنده ))(699) ، والطبرانى (( الكبير )) (1/329/987) ، والبيهقى (( السنن الصغرى ))(862) و(( شعب الإيمان ))(1/427/610) ، وابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/144) ، والمزى (( تهذيب الكمال ))(10/465) جميعاً من طريـق موسى بن عبيـدة الربذى عن سعيـد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن حزم عن أبى رافع به . قال أبو عيسى : (( هذا حديث غريـب من حديث أبي رافع )) .
قـلت : هذا إسناد ضعيـف جداً ، موسى بن عبيـدة الربذى منكر الحديث .
قال البخارى (( التاريخ الكبير ))(7/291/1242) : (( منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل . وقال علي بن المديني عن القطان قال : كنا نتقيه تلك الأيام )) .
وفى (( الضعفاء والمتروكيـن ))(3/147/3461) لابن الجوزى : (( موسى بن عبيـدة بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي المديني . يروي عن عبد الله بن دينار . قال أحمد : لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة . وقال يحيى : ليس بشيء . وقال مرة : ضعيف وقال مرة : لا يحتـج بحديثه . وقال مرة : ليس بالكذوب ولكنه روى أحاديث مناكيــر . وقال أبو حاتم الرازي : منكر الحديث . وقال علي بن الجنيد : متروك الحديث . وقال النسائي والدارقـطني : ضعيف )) .
وقال أبو عيسى : (( وقد روي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم غير حديثٍ في صلاة التسبيح ، ولا يصحُّ منه كبيرُ شيءٍ ، وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح ، وذكروا الفضل فيه .
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا أبو وهب قال : سألت عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبِّح فيها ، فقال : يكبِّر ثمَّ يقول سبحانك اللهمَّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ، ثم يتعوذ ويقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة ، ثم يقول عشر مرات سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ، ثم يركع فيـقولها عشرا ، ثم يرفع رأسه من الركوع فيقولها عشرا ، ثم يسجد فيقولها عشرا ، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا ، ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا ، يصلي أربع ركعاتٍ على هذا ، فذلك خمس وسبعـون تسبيحةٍ في كل ركعةٍ ، يبدأ في كل ركعةٍ بخمس عشرة تسبيحةٍ ، ثم يقرأ ثم يسبِّح عشرا ، فإن صلَّى ليلاً فأحب إلى أن يسلِّم في الركعتين ، وإن صلَّى نـهاراً ، فإن شاء سلَّم وإن شاء لم يسلِّم . قال أبو وهـب : وأخبرني عبد العزيـز بن أبي رزمة عن عبد اللَّه أنه قال : يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم ، وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثاً ، ثم يسبِّح التسبيحات .
قال أحمد بن عبدة : وحدثنا وهب بن زمعة قال أخبرني عبد العزيز وهو بن أبي رزمة قال : قلت لعبد اللَّه ابن المبارك : أن سها فيها يسبِّح في سجدتي السهو عشرا عشرا ؟ قال : لا ، إنَّما هي ثلاثمائة تسبيحةٍ )) .
قلت : وهذا إسناد صحيـح إلى عبد الله بن المبارك ، لكنه تفرد باستحبابها على صفةٍ لم يرد نصٌ بها ، ولم يُسبق إليها .
قال ابن مفلح فى (( الفروع ))(1/507) : : (( ونصَّ أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها ، ولم يستحبها إمام ، واستحبها ابن المبارك على صفةٍ لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبرٍ لا أصل له . قال : وأما أبو حنيفة ، ومالك ، والشافعي فلم يسمعوها بالكليَّـة )) .
قلت : وتأمل قوله ـ رحمه الله ـ (( لئلا تثبت سـنة بخبرٍ لا أصل له )) ، فإنه نافعٌ جداً فى مثل هذه المواضع المخالفة للهدى النَّبوى ، ولو أقسمت بالله أنه لم يصليها النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولا أحدٌ من أصحابه بأجمعهم ، لكنتُ صادقاً ولم أحنث .
(( لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له )) ... (( لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له )) .
فما أروع هذا القول ، وما أبيَّنه فى الدلالة على مقصود الأئمة فى تضعيفهم هذا الحديث الذى لا تنتهض حجةٌ فى تقوية أمره ، ولا شدِّ أزره ، لشدة وهيه وشذوذه . وسيأتى بيان أقوال أئمة الفقه فى حكمها موسَّعاً .
وأما شيخ الإسلام أبو العباس بن تيـمية ، فقد أنكرها جداً ، وعدَّها من البدع المستـنكرة ، فقال ـ طيَّب الله ثراه ـ فى (( منهاج السنة ))(7/434) : (( وكل صلاةٍ فيـها الأمر بتقدير عدد الآيات ، أو السور ، أو التسبيح فهي كذبٌ باتفاق أهل المعرفة بالحديث إلا صلاة التسبيح ، فإن فيها قولين لهم ، و أظهر القولين إنَّها كذب وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم ، و لهذا لم يأخذها أحد من أئمة المسلمين ، بل أحمد بن حنبل وأئمة الصحابة كرهوها ، وطعنوا في حديثها ، وإما مالك و أبو حنيفة و الشافعي وغيرهم ، فلم يسمعوها بالكلية . ومن يستحبها من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهما ، فإنما هو اختيار منهم ، لا نقل عن الأئمة . وأما عبد الله بن المبارك ، فلم يستحب الصفة المذكـورة المأثورة التي فيها التسبيح قبل القيام ، بل استحب صفة أخرى توافق المشروع لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له )) .
وقال ـ طيَّب الله ثراه ـ (( مجموع الفتاوى ))(11/579) : (( حديث صلاة التسبيح ، قد رواه أبو داود والترمذى ، ومع هذا فلم يقل به أحد من الأئمة الأربعة ، بل أحمد ضعَّف الحديث ، ولم يستحب هذه الصلاة . وأما ابن المبارك فالمنقول عنه ليس مثل الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فإن الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ ليس فيها قعدة طويلة بعد السجدة الثانية ، وهذا يخالف الأصول فلا يجوز أن تثبت بمثل هذا الحديث ، ومن تدبر الأصول علم أنه موضوع )) .
ولله درُّ القاضى الشوكانى ، فقد تعقب قول صاحب (( حدائق الأزهار )) : (( والمسنون من النفل ، قد يؤكد كالرواتب ، ويُخص كصلاة التسبيح )) ، فقال فى (( السيل الجرار )) (1/328) : (( فالعجب من المصنِّف حيث يعمد إلى صلاة التسبيح التي اختلف النَّاس في الحديث الوارد فيها ، حتى قال من قال من الأئمة : إنَّه موضوع ، وقال جماعة : إنه ضعيف لا يحل العمل به ، فيجعلها أول ما خصَّ بالتخصيص .
وكل من له ممارسة لكلام النَّبوة لا بد أن يجد في نفسه من هذا الحديث ما يجد ، وقد جعل الله في الأمر سعة عن الوقوع فيــما هو متردد ما بين الصحة والضعـف والوضع ، وذلك بملازمة ما صحَّ فعـله أو الترغيـب في فعـله صحة لا شك فيها ولا شبهة ، وهو الكثير الطيب )) .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
[ الحديث الثالث ] حديث جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه
قال عبد الرزاق (( المصنف ))(3/123/5004) عن داود بن قيس عن إسماعيل بن رافع عن جعفر بن أبي طالب أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( ألا أهب لك .. ألا أمنحك .. ألا أحذوك .. ألا أوثرك .. ألا .. ألا ، حتى ظننت أنه سيقطع لي ماء البحرين ، قال : تصلي أربع ركعات ، تقرأ أم القرآن في كل ركعة وسورة ، ثم تقول : الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، فعدها واحدة حتى تعد خـمس عشرة مرة ، ثم تركع فتـقولها عشرا وأنت راكع ، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت رافع ، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد ، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس ، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد ، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس ، فتلك خمس وسبعـون ، وفي الثلاث الأواخر كذلك فذلك ثلاث مائة مجموعة ، وإذا فرقـتها كانت ألفا ومائتين ، وكان يستحب أن يقرأ السورة التي بعد أم القرآن عشرين آية فصاعدا ، تصنعهن في يومك ، أو ليلتك ، أو جمعتك ، أو في شهر ، أو في سنة ، أو في عمرك ، فلو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء أو عدد القطر ، أو عدد رمل عالج ، أو عدد أيام الدهر لغفرها الله لك )) .
قـلت : وهذا إسناد واهٍ بمرة ، وله آفتان :
[ الأولى ] الانقطاع ، بين إسماعيل بن رافع وجعفر بن أبى طالب مفاوز تنقطع فيها الأعناق .
[ الثانية ] ضعف إسماعيل بن رافع القاص المدنى ، فهو منكر الحديث .
قال ابن أبى حاتم (( الجرح والتعديل ))(2/168/566) : (( إسماعيل بن رافع ، أبو رافع المديني . روى عن : المقبري ، ومحمد بن المنكدر . روى عنه : الوليد بن مسلم ، وإسماعيل بن عياش . يعد في الحجازيين . سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك . وأخبرنا محمد بن حمويه بن الحسن سمعت أبا طالب قال : سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن رافع ، فقال : ضعيف الحديث . قرئ على العباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن رافع ليس بشيء . وذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال : إسماعيل بن رافع ضعيف . حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على قال : لم اسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدَّثـا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط . قال يحيى : وقد رأيته . وسألت أبى عن إسماعيل بن رافع الذي يحدث عنه سليمان بن بلال من هو ؟ ، قال : هو أبو رافع الضعيف القاص . وسمعته مرة أخرى يقول : هو منكر الحديث )) .
وقال ابن حبان (( المجروحين ))(1/124) : (( إسماعيل بن رافع بن عويمر ، أبو رافع مولى مزينة من أهل مكة . يروى عن المقبري . روى عنه : وكيع ، والمكي . كان رجلا صالحا إلا انه يقلب الأخبار ، حتى صار الغالب على حديثه المناكير ، التي تسبق إلى القلب أنه كان كالمتعمد لها . أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن على قال : لم أسمع يحيى ـ يعنى ابن سعيد ـ ولا عبد الرحمن ـ يعنى ابن مهدى ـ يحدثان عن إسماعيل بن رافع بشيء قط . ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بشيء )) .
وذكر أبو أحمد بن عدى فى (( الكامل ))(1/281) جملة من مناكيره ، منها : حدثنا حسين بن عبد الله القطان ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ المقبري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( خلق الله آدم من تراب الجابية ، وعجنه بماء الجنة )) .
وقال أبو أحمد : (( أحاديثه كلها مما فيه نظر ، إلا أنه يكتب حديثه فى جملة الضعفاء )) .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
الحديث الرابع : حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
قال أبو عبد الله الحاكم (( المستدرك على الصحيحين ))(1/319) : حدَّثناه أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ إملاءً من أصل كتابه ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : (( وَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بِلادِ الْحَبَشَةَ ، فَلَمَّا قَدَمَ اِعْتَنَقَهُ ، وَقبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُبَشْرُكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. أَلا أُتْحِفُكَ ، قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قال : تُصَلَّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأ فِي كُلِّ رَكْعَةٍٍ بِالْحَمْدُ وَسُورَةً ، ثُمَّ تَقُولُ بَعْدَ الْقِرَاءَةَ وَأَنْتَ قَائِمٌ قَبْلَ الرُّكُوعِ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلَيِّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشَرَا تَمَامَ هَذِهِ الرَّكْعَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْتَدِىءَ بِالرَّكْعَةِ الثَّانِيةِ ، تَفْعَلُ ِفي الثَّلاثِ رَكَعَاتٍ كَمَا وَصَفْتُ ، حَتَّى تُتُمَّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ )) .
وقال أبو عبد الله الحاكم : (( هذا إسناد صحيح ، لا غبار عليه )) .
قلت : بل هو إسنادٌ مظلمٌ مركبٌ على ثقات المصريين ونبلائهم . وحاشا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ التُّجِيبِىُّ ، وإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الخولانِىُّ الَعَابِدُ الرَّبَانِىُّ ، حاشاهم أن يحدِّثوا بمثله ! .
حَاشَاهُمُ مِنْ ذَا الْحَدِيثِ لَكِنَّ مَنْ ... عَدِمَ الأَمَـانَةَ قَـالَ مَا يَخْتَارُ
والحديث موضوعٌ ، وآفته أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ ، فإنه وَضَّاعٌ ، وشيخُه إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ .
قال الحافظ الذهبى فى (( ميزان الإعتدال ))(1/232) : (( أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ الْمِصْرِيُّ . كذَّبه الدارقطنيُّ وغيره ، ومن أكاذيبه ما روى عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَالْفُقَرَاءُ ، هُمْ جُلَسَاءُ اللهِ يَوْمَ الْقَيَامَةِ )) . وحدَّث عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أبَائِهِ بحديثٍ آخر كذبٍ . وله عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللهَ قَالَ : (( وَجَبَتْ مَحْبَةُ اللهِ عَلَى مَنْ اُغْضِبَ فَحَلُمَ )) ، وهذا موضوع )) .
وقال أبو الفرج ابن الجوزى (( الضعفاء والمتروكين ))(1/70) : (( أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ . يروي عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزهرى . قال الدارقطني : متروك كذَّاب . وقال ابن حبان : كان بالفسطاط يضع الحديث ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة لأمره ، ليتنكب حديثه )) .
قلت : ومن التنبيه الواجب بيانه ، أن الحافظ الزكى المنذرى قال فى ثنايا احتجاجه لحديث صلاة التسابيح فى (( الترغيب والترهيب ))(1/268) : (( وقال الحاكم : قد صحَّت الرواية عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ ابْنَ عمِّه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ.. .. فذكره )) .
فتعقَّبه مُمُلى كتابه بقوله : (( أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ ، تكلم فيه غير واحدٍ من الأئمة ، وكذَّبه الدارقطنيُّ )) .
وأما إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ ، فقد قال الحافظ ابن حجر (( لسان الميزان )) : (( إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مولى آل عثمان بن عفان يكنى أبا يعقوب المؤدب . يروي عن عبد الله بن كليب . لم يتابع في حديثه مناكير ، قاله أبو سعيد بن يونس . وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ كَامِلٍ ... )) فذكر حديث التسابيح .
وقال : (( وله حديث آخر بهذا الإسناد ، أورده القطب في (( تاريخ مصر )) في ترجمة أحمد بن عبيد الله الدارمي عن إسحاق بن كامل في فضائل الجهاد ، ونقل ابن عبد الهادي في (( الأحكام الكبرى )) عن شيخه المزي أو الذهبي : أنه لا يعرف ، وزاد هو : والله أعلم هل له وجود أم لا ؟ ، كذا قالوا ، وقد عرف وجوده أبو سعيد بن يونس وهو بلديه ، وأعرف الناس بالمصريين )) .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
الحديث الخامس : حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
أخرجه ابن الجوزى (( الموضوعات ))(2/143) ، والرافعى (( التدوين فى أخبار قزوين ))(3/249) كلاهما من طريق أبى رجاء الخراسانى عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُعْطِيكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. )) فذكره بنحو حديث ابْنِ عَبَّاسٍ .
وقال أبو الفرج : (( صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ . قال أحمد : حديثه ضعيف . وقال البخارى : منكر الحديث . وقال ابن حبان : حدث عن الثقات بالأشياء المعضلات ، لا يجوز الاشتغال بحديثه )) .
قلت : هو كما قال ، والحديث منكر بهذا الإسناد ، وإنما رواه صَدَقَةُ به على جهة التوهم والظن ، فأخطأ وأبعد .
قال العقيلى فى (( الضعفاء ))(2/206) : (( صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ . حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول : صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ كان يكون ناحية بيت المقدس حديثه حديث ضعيف ، وهو ضعيف . وحدثني آدم بن موسى سمعت البخاري قال : صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ منكر الحديث . ومن حديثه ما حَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ وأَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إنَّ عَبْدَاً صَحَحَّتُهُ ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ ، لَمْ يَزُرْنِى فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ )) ، وفيه رواية عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فيها لين أيضاً )) اهـ .
وترجمه ابن عدى فى (( الكامل ))(4/77) ، وذكر ثلاثة أحاديث من مناكيره ، ومنها حديثُه المقلوبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .
وقال أبو أحمد : (( وهذا عن الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ منكر ، كما قاله البخاري ، ولا أعلم يرويه عنه غير صدقة . وإنما يروي هذا خلف بن خليفة ، ورواه الثوري أيضا عن الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلعل صَدَقَةَ هذا سمع بذكر العلاء ، فظن أنه الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وكان هذا الطريقُ أسهلَ عليه ، وإنما هو الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ )) اهـ .
قلت : فهذا بين أن صدقة منكر الحديث جداً ، يأتى على جهة التوهم عن الثقات بما لا يشبه أحاديث الأثبات ، فلا يحتج بمثله .
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
الحديث السادس : حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قال أبو داود (1298) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ الأُبُلِّيُّ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ أَبُو حَبِيبٍ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ائْتِنِي غَداً ، أَحْبُوكَ ، وَأُثِيبُكَ ، وَأُعْطِيكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُعْطِينِي عَطِيَّةً ، قَالَ : إِذَا زَالَ النَّهَارُ ، فَقُمْ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ )) فَذَكَرَ نَحْوَ حديث ابن عباس ، قَالَ : (( ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ ، فَاسْتَوِ جَالِساً ، وَلا تَقُمْ ، حَتَّى تُسَبِّحَ عَشْراً ، وَتَحْمَدَ عَشْراً ، وَتُكَبِّرَ عَشْراً ، وَتُهَلِّلَ عَشْراً ، ثُمَّ تَصْنَعَ ذَلِكَ فِي الأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَعْظَمَ أَهْلِ الأَرْضِ ذَنْبًا غُفِرَ لَكَ بِذَلِكَ )) ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُصَلِّيَهَا تِلْكَ السَّاعَةَ ! ، قَالَ : (( صَلِّهَا مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )) .
وأخرجه البيهقى (( الكبرى ))(3/52) من طريـق محمد بن بكر عن أبى داود بإسناده ومتنه سواء .
قَالَ أَبُو دَاوُد : (( رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً . وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ رَوْحٍ فَقَالَ حَدِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) .
قـلت : فهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدَّاً ، مُعَلٌّ من ثلاثة أوجه :
( الوجه الأول ) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ أبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ ، وإن وثق لكنه يغرب ويخطئ ، وتكثر المناكير فى حديثه من رواية ابنه يحيى عنه . قال ابن حبان فى ترجمة يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ من (( المجروحين ))(3/114) : (( كان منكر الرواية عن أبيه . ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه ، أو من أبيه ، أو منهما معاً ، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح ، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات ، ولوجود الأشياء المعضلات . على أن حماد بن زيد كان يرمي يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ بالكذب )) .
قلت : بل وقعت النَّكارةُ كذلك فى حديث عَمْرٍو النُّكْرِيِّ من رواية الصدوقين عنه ، كما هاهنا ، وإن كان صدوقاً فى نفسه .
ولهذا لخصه الحافظ ابن حجر فى (( تقريب التهذيب ))(1/426/5104) بقوله : (( عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ـ بِضَمِّ النَّون ـ أبُو يَحْيَى أو أبو مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ . صدوق له أوهام )) .
( الوجه الثانى ) الاضطراب وتلُّونُ النُّكْرِيِّ فى روايته ، ففى رواية مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عنه (( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعاً )) ، وفى رواية رَوْحِ بْنُ الْمُسَيَّبِ عنه (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )) ، وفى رواية جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عنه (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ )) ، ولا يترجح وجهٌ منها ، فقد خولف على أولها ، ولم يُتَابَع على أولها وثانيها إلا من أوجهٍ كلها واهية لا يحتج بمثلها .
فأما المتابعات وبيان شدة ضعفها :
[ فأولها ] أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ألا أَحْبُوكَ .. ألا أُعْطِيكَ .. ألا أصلُكَ .. ألا أُجِيزُكَ ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَنْ صَلاهُنَ غُفِرَ لَهُ كُل ذَنْبٍ قَدِيمٍٍ أَوْ حَدِيثٍ ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ، خَطَأٍ أَوْ عَمْدٍ ، تَبْدَأُ فتكبِّرُ أوَّلَ الصَّلاةِ ، ثُمُّ تَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَه إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ، ثُمُّ تَقُولُهُنَ عَشْرَا ، ثُمُّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا ، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا ، ثُمُّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا ، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا ، ثُمُّ تَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : وَمَنْ يُطَيقُ هَذَا ؟ ، قَالَ : وَلَوْ فِي سنة ، وَلَوْ فِي شَهْرٍ ، وَلَوْ فِي جُمُعَةٍ ، وَلَوْ أَنْ تقرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد )) .
أخرجه فى (( شعب الإيمان ))(1/428/611) من طريق جرير قال : وجدت في كتابي بخطي عن أبِى جَنَابٍ الْكَلَبِيِّ به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ هو يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ الْكُوفِىُّ ، ضعَّـفوه لكثرة تدليسه . قال أبو الفرج بن الجوزى فى (( الضعفاء والمتروكين ))(3/193/3703) : (( يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ الْكُوفِىُّ . يروي عن : الشعبي ، وأبيه ، وعمير بن سعد . روى عنه : وكيع ، وأبو نعيم . وكان يحيى القطان يقول : لا أستحل أن أروي عنه . وقال أبو نعيم : كان يدلِّس أحاديث مناكير . وقال عمرو بن علي الفلاس : متروك الحديث . وقال يحيى وعثمان بن سعيد والنسائي والدراقطني : ضعـيف . وقال يحيى بن معين مرة : ليس به بأس ، إلا أنَّه كان يدلِّس . وكذلك قال أبو نعيم ، وقال يحيى بن معين مرة : هو صدوق . وقال ابن حبان : كان يدلِّس عن الثقات ما سمع من الضعفاء ، فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير ، فحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديداً )) .
[ وثانيها ] يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا أبَا الْجَوْزَاءِ ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك ! ، قلت : بلى ، فقال : سَمِعْتُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .. )) فَذَكَرَه .
أخرجه الطبرانى (( الأوسط ))(3/187/2879) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ به .
وقال أبو القاسم : (( لم يرو هذا الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ إلا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ ، تفرد به مُحْرِزٌ )) .
قلت : وهذا منكر بهذا الإسناد . قال العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين : يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ ليس بشيء . وقال ابن أبى حاتم : سألت أبى عنه فقال : متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث .
( الوجه الثالث ) المخالفة على رفعه ، فقد خالفه الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً ، وتابعه على الوقف : عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ .
قال أبو بكر البيهقى فى (( شعب الإيمان ))(1/429) : (( ورواه قتيبة بن سعيد عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ : نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فذكر هذا الحديث ، ولم يرفعه إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولم يذكر التسبيحات ابتداء القراءة ، إنما ذكرها بعدها ، ثم ذكرها في جلسة الاستراحة كما ذكرها سائر الرواة والله أعلم )) .
فتاوى أخرى
أنقل لكم فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن صلاة التسابيح
لقد قرأنا كثيرًا في بعض الكتب عن صلاة التسابيح وعن اختلاف الأئمة في صفتها وعدد ركعاتها، فهل هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو صلاها؟ أو صلاها أحد من أصحابه رضي الله عنهم؟
صلاة التسبيح وردت في حديث لكن رجَّح كثير من الحفاظ عدم ثبوته، بل قال عنه الإمام ابن الجوزي: (إنه من الموضوعات) (16)، وكذلك قال غيره، فالحديث مختلف في ثبوته، وبعض العلماء أخذ بمدلوله فاستحب صلاة التسبيح، وهي عبارة عن عدد من الركعات تقرأ فيها سور مخصوصة وتقال فيها أذكار طويلة وركوعات وصفة غريبة، ولكن الأكثر من المحققين على أن صلاة التسبيح غير مشروعة بل هي بدعة، لأن الحديث الوارد فيها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أراه لك أيها السائل مادام أن عندك رغبة في الخير وحرصًا على العبادة، أن تأخذ بالصلوات المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة كالتهجد في الليل، والوتر والمحافظة على الرواتب مع الفرائض وصلاة الضحى، وأن تكثر من النوافل المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة، وألا تعمل صلاة التسبيح نظرًا لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية للمؤمن الذي عنده رغبة في الخير، والله أعلم.
منقول من موقع الشيخ
http://www.alfuzan.net/islamLib/view...
وهذه فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
منقوله من موقعه الرسمي
حكم صلاة التسابيح
س : ما حكم صلاة التسابيح؟
ج : اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة ، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك ، ولهذا الصواب : قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة ، والله ولي التوفيق .
ولمشايخ أخرى
قال علي بن سعيد الرازي :"سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسابيح ؟ فقال :ما يصح فيها عندي شئ . فقلت: عبدالله بن عمرو ؟ قال: كل يرويه عن عمرو بن مالك - يعني فيه مقال- فقلت:قد رواه المستمر بن الريان ، عن أبي الجوزاء . قال: من حدثك ؟ قلت: مسلم- يعني ابن إبراهيم- ، فقال:المستمر شيخ ثقة . وكأنه أعجبه " . قال ابن حجر العسلاني في أماليه :" فكأنّ أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولاً إلاّ من حديث عمرو بن مالك -وهو النكري-فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه ، فظاهره أنه رجع عن تضعيفه ". ( اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2\ص43) ،وتراجع الطبعة الأولى للتذييل في ترجمة عمرو بن مالك النكري ، والله الموفق .
الدارقطني
Admin
Admin
عدد المساهمات: 148
تاريخ التسجيل: 23/08/2011
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل رسالة بالبريد الإكتروني https://alcot.ahlamontada.com
الرجوع الى أعلى الصفحة
لقد قرأنا كثيرًا في بعض الكتب عن صلاة التسابيح وعن اختلاف الأئمة في صفتها وعدد ركعاتها، فهل هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو صلاها؟ أو صلاها أحد من أصحابه رضي الله عنهم؟
صلاة التسبيح وردت في حديث لكن رجَّح كثير من الحفاظ عدم ثبوته، بل قال عنه الإمام ابن الجوزي: (إنه من الموضوعات) (16)، وكذلك قال غيره، فالحديث مختلف في ثبوته، وبعض العلماء أخذ بمدلوله فاستحب صلاة التسبيح، وهي عبارة عن عدد من الركعات تقرأ فيها سور مخصوصة وتقال فيها أذكار طويلة وركوعات وصفة غريبة، ولكن الأكثر من المحققين على أن صلاة التسبيح غير مشروعة بل هي بدعة، لأن الحديث الوارد فيها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أراه لك أيها السائل مادام أن عندك رغبة في الخير وحرصًا على العبادة، أن تأخذ بالصلوات المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة كالتهجد في الليل، والوتر والمحافظة على الرواتب مع الفرائض وصلاة الضحى، وأن تكثر من النوافل المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة، وألا تعمل صلاة التسبيح نظرًا لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية للمؤمن الذي عنده رغبة في الخير، والله أعلم.
منقول من موقع الشيخ
http://www.alfuzan.net/islamLib/view...
وهذه فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
منقوله من موقعه الرسمي
حكم صلاة التسابيح
س : ما حكم صلاة التسابيح؟
ج : اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة ، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك ، ولهذا الصواب : قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة ، والله ولي التوفيق .
ولمشايخ أخرى
قال علي بن سعيد الرازي :"سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسابيح ؟ فقال :ما يصح فيها عندي شئ . فقلت: عبدالله بن عمرو ؟ قال: كل يرويه عن عمرو بن مالك - يعني فيه مقال- فقلت:قد رواه المستمر بن الريان ، عن أبي الجوزاء . قال: من حدثك ؟ قلت: مسلم- يعني ابن إبراهيم- ، فقال:المستمر شيخ ثقة . وكأنه أعجبه " . قال ابن حجر العسلاني في أماليه :" فكأنّ أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولاً إلاّ من حديث عمرو بن مالك -وهو النكري-فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه ، فظاهره أنه رجع عن تضعيفه ". ( اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2\ص43) ،وتراجع الطبعة الأولى للتذييل في ترجمة عمرو بن مالك النكري ، والله الموفق .
الدارقطني
Admin
Admin
عدد المساهمات: 148
تاريخ التسجيل: 23/08/2011
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل رسالة بالبريد الإكتروني https://alcot.ahlamontada.com
الرجوع الى أعلى الصفحة
وهذا نقل أخر لمن قوى صلاة التسابيح
0:17
من الصلوات المشروعة صلاة التسبيح ، وهي التالية في حديث ابن عباس :
عن ابن عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك؟ عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك ؛ غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره سره وعلانيته ؛ عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم ؛ قلت : سبحان الله ، والحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ؛ خمس عشرة مرة. ثم تركع، فتقولها وأنت راكع عشراً. ثم ترفع رأسك من الركوع ، فتقولها عشراً. ثم تهوي ساجداً ، فتقولها وأنت ساجد عشراً. ثم ترفع رأسك من السجود ، فتقولها عشراً . ثم تسجد ، فتقولها عشراً . ثم ترفع رأسك ، فتقولها عشراً. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربع ركعات ، إذا استطعت أن تصليها كل يوم مرة ؛ فافعل ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة". أخرجه أبو داود وابن ماجه (1).
قلت : وهذه فوائد تتعلق بحديث صلاة التسبيح :
الأولى : الخطاب في هذا الحديث موجه للعباس ، وحكمه عام لكل المسلمين ؛ إذ الأصل في خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم العموم لا الخصوص .
الثانية : قوله في الحديث :" غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته ؛ عشر خصال ".
إن قيل : قوله : " خطأه وعمده " ، والخطأ لا إثم فيه؛ قال تعالى :{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ؛ فكيف يجعل من جملة الذنب ؟
والجواب : إن الخطأ فيه نقص وقصور ، و إن لم يكن فيه إثم ؛ فهذه الصلاة لها هذا الأثر المذكور.
الثالثة : قال في "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" : "
واعلم رحمك الله أن مثل هذه الأحاديث التي تحث على أعمال متضمنة لغفران الذنوب ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها فيطلق لنفسه العنان في مقارفة الذنوب والآثام ، ويظن هذا المسكين أنه قد عمل عملاً ضمن به غفران ذنوبه كلها ، وهذه غاية الحمق والجهل ، فما يدريك – أيها المخدوع! – أن الله قد تقبل عملك هذا ، وبالتالي غفر ذنوبك ، والله عز وجل يقول : {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة : 27] ؟!
فتنبه لهذا واحذر ، واعلم أن مداخل الشيطان على الإنسان كثيرة ؛ فإياك إياك أن يدخل عليك من هذا الباب !!
وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم يعملون الصالحات ، ويجتهدون في الطاعات ، ومع ذلك ؛ فقلوبهم وجلة خائفة أن ترد عليهم أعمالهم ، وتضرب في وجوههم ، قال تعالى : {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون : 60-61].
وهذا الذي حكيناه في تفسير هذه الآية ما عليه جمهور المفسرين …
وذكر القرطبي في "الجامع" (12/132) عن الحسن ؛ أنه قال :" لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها". اهـ.
واعلم أن الذنوب المتعلقة بحقوق الآدميين لا يشملها الحديث ، بل يجب إرجاع الحقوق إلى أهلها، والتوبة النصوح من ذلك "(2). اهـ.
الرابعة : لم يرد ما يقبل في تعيين ما يقرأ به في الركعات ، ولا في تعيين وقتها.
الخامسة : ظاهر الحديث أن صلاة التسبيح تصلى بتسليم واحد ، ليلاً أو نهاراً ، كما قال القاري في "المرقاة" (2/192) والمباركفوري في "التحفة" (1/349) .
السادسة : الظاهر أن هذه الأذكار التي تقال عشراً عشراً إنما تقال بعد الذكر المعين في كل محل ؛ ففي الركوع بعد أذكار الركوع يقولها عشراً ، وبعد قول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد والرفع من الركوع يقولها عشراً … وهكذا في كل محل .
السابعة : إذا سها في الصلاة ، ثم سجد سجدتي السهو ؛ فإنه لا يسبح فيها عشراً كسائر سجدات الصلاة .
أخرج الترمذي (2/350) عن عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : قلت لعبد الله بن المبارك : إن سها فيها ؛ يسبح في سجدتي السهو عشراً عشراً ؟ قال : " لا ؛ إنما هي ثلاثة مئة تسبيحة"(3). اهـ.
------------------------
حاشية :
(1) حديث حسن لغيره .
أخرجه أبو داود في (كتاب الصلاة ، باب صلاة التسبيح حديث ، رقم ( 1297) واللفظ له ، و أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في صلاة التسبيح ، حديث رقم ( 1386) .
وقد قوّى هذا الحديث جمع من أهل العلم ؛ منهم : أبو بكر الآجري ، و أبو الحسن المقدسي ، والبيهقي، ومن قبلهم ابن المبارك ، وكذا ابن السكن ، والنووي ، والتاج السبكي ، والبلقيني ، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن حجر ، والسيوطي ، واللكنوي ، والسندي ، والزبيدي ، والمباركفوري صاحب "التحفة" ، والمباركفوري صاحب "المرعاة " [مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح] ، والعلامة أحمد شاكر ، و الألباني .. [و] آخرين . وانظر: "رسالة التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" لجاسم الدوسري (ص64-70).
(2) "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص101- 102) .
(3) جميع هذه الفوائد ما عدا الأولى مستفاد من رسالة "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص100-107).
من الصلوات المشروعة صلاة التسبيح ، وهي التالية في حديث ابن عباس :
عن ابن عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك؟ عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك ؛ غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره سره وعلانيته ؛ عشر خصال : أن تصلي أربع ركعات ؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم ؛ قلت : سبحان الله ، والحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ؛ خمس عشرة مرة. ثم تركع، فتقولها وأنت راكع عشراً. ثم ترفع رأسك من الركوع ، فتقولها عشراً. ثم تهوي ساجداً ، فتقولها وأنت ساجد عشراً. ثم ترفع رأسك من السجود ، فتقولها عشراً . ثم تسجد ، فتقولها عشراً . ثم ترفع رأسك ، فتقولها عشراً. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربع ركعات ، إذا استطعت أن تصليها كل يوم مرة ؛ فافعل ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة". أخرجه أبو داود وابن ماجه (1).
قلت : وهذه فوائد تتعلق بحديث صلاة التسبيح :
الأولى : الخطاب في هذا الحديث موجه للعباس ، وحكمه عام لكل المسلمين ؛ إذ الأصل في خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم العموم لا الخصوص .
الثانية : قوله في الحديث :" غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته ؛ عشر خصال ".
إن قيل : قوله : " خطأه وعمده " ، والخطأ لا إثم فيه؛ قال تعالى :{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ؛ فكيف يجعل من جملة الذنب ؟
والجواب : إن الخطأ فيه نقص وقصور ، و إن لم يكن فيه إثم ؛ فهذه الصلاة لها هذا الأثر المذكور.
الثالثة : قال في "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" : "
واعلم رحمك الله أن مثل هذه الأحاديث التي تحث على أعمال متضمنة لغفران الذنوب ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها فيطلق لنفسه العنان في مقارفة الذنوب والآثام ، ويظن هذا المسكين أنه قد عمل عملاً ضمن به غفران ذنوبه كلها ، وهذه غاية الحمق والجهل ، فما يدريك – أيها المخدوع! – أن الله قد تقبل عملك هذا ، وبالتالي غفر ذنوبك ، والله عز وجل يقول : {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة : 27] ؟!
فتنبه لهذا واحذر ، واعلم أن مداخل الشيطان على الإنسان كثيرة ؛ فإياك إياك أن يدخل عليك من هذا الباب !!
وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم يعملون الصالحات ، ويجتهدون في الطاعات ، ومع ذلك ؛ فقلوبهم وجلة خائفة أن ترد عليهم أعمالهم ، وتضرب في وجوههم ، قال تعالى : {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون : 60-61].
وهذا الذي حكيناه في تفسير هذه الآية ما عليه جمهور المفسرين …
وذكر القرطبي في "الجامع" (12/132) عن الحسن ؛ أنه قال :" لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها". اهـ.
واعلم أن الذنوب المتعلقة بحقوق الآدميين لا يشملها الحديث ، بل يجب إرجاع الحقوق إلى أهلها، والتوبة النصوح من ذلك "(2). اهـ.
الرابعة : لم يرد ما يقبل في تعيين ما يقرأ به في الركعات ، ولا في تعيين وقتها.
الخامسة : ظاهر الحديث أن صلاة التسبيح تصلى بتسليم واحد ، ليلاً أو نهاراً ، كما قال القاري في "المرقاة" (2/192) والمباركفوري في "التحفة" (1/349) .
السادسة : الظاهر أن هذه الأذكار التي تقال عشراً عشراً إنما تقال بعد الذكر المعين في كل محل ؛ ففي الركوع بعد أذكار الركوع يقولها عشراً ، وبعد قول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد والرفع من الركوع يقولها عشراً … وهكذا في كل محل .
السابعة : إذا سها في الصلاة ، ثم سجد سجدتي السهو ؛ فإنه لا يسبح فيها عشراً كسائر سجدات الصلاة .
أخرج الترمذي (2/350) عن عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : قلت لعبد الله بن المبارك : إن سها فيها ؛ يسبح في سجدتي السهو عشراً عشراً ؟ قال : " لا ؛ إنما هي ثلاثة مئة تسبيحة"(3). اهـ.
------------------------
حاشية :
(1) حديث حسن لغيره .
أخرجه أبو داود في (كتاب الصلاة ، باب صلاة التسبيح حديث ، رقم ( 1297) واللفظ له ، و أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء في صلاة التسبيح ، حديث رقم ( 1386) .
وقد قوّى هذا الحديث جمع من أهل العلم ؛ منهم : أبو بكر الآجري ، و أبو الحسن المقدسي ، والبيهقي، ومن قبلهم ابن المبارك ، وكذا ابن السكن ، والنووي ، والتاج السبكي ، والبلقيني ، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن حجر ، والسيوطي ، واللكنوي ، والسندي ، والزبيدي ، والمباركفوري صاحب "التحفة" ، والمباركفوري صاحب "المرعاة " [مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح] ، والعلامة أحمد شاكر ، و الألباني .. [و] آخرين . وانظر: "رسالة التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" لجاسم الدوسري (ص64-70).
(2) "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص101- 102) .
(3) جميع هذه الفوائد ما عدا الأولى مستفاد من رسالة "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص100-107).
الخلاصة الخلاصة
أختلف العلماء فى الحكم على هذا الحديث على أربع أقوال:
1- الوضع:
ابن الجوزى, ابن تيمية فى منهاج السنة, ابن عبد الهادي, سراج الدين القزويني, الشوكاني فى السيل الجرار و تحفة الواعظين.
2- التضعيف:
الترمذى, العقيلي, أبو بكر بن العربي فى العارضة, النووى فى شرح المهذب, الذهبي فى الميزان, ابن حجر فى تلخيص التحبير.
3- التحسين:
البغوي, المنذري, ابن الصلاح, النووي تهذيب الأسماء و اللغات و فى الأذكار, تقى الدين السبكي, وولده تاج الدين, و ابن حجر فى أمالى الظاذكار و فى الخصال المكفرة, و السيوطي فى المرقاة.
و للإمام مسلمكلام يشعر بتحسينه له.
4- التصحيح:
ابن المبارك, أبو داود, الحاكم, ابن منده, الخطيب البغدادي, أبو بكر بن أبي داود, أبو على بن السكن, الآجري, أبو موسى المديني, الديلمي, أبو سعد السمعاني, أبو الحسن بن المفضل, أبو محمد عبد الرحيم المصري, البلقيني, العلائي, الزركشى, ابن ناصر الدين الدمشقى, ابن حجر العسقلاني, السيوطى, الزبيدي, البيهقي, أبو الحسن المقدسي, ابن شاهين, ابن الصلاح, أبو الحسن السندي, اللكنوى, المباركفوري.
و من المعاصرين و محدث ديار الشام الألباني و العلامة أحمد شاكر
1- الوضع:
ابن الجوزى, ابن تيمية فى منهاج السنة, ابن عبد الهادي, سراج الدين القزويني, الشوكاني فى السيل الجرار و تحفة الواعظين.
2- التضعيف:
الترمذى, العقيلي, أبو بكر بن العربي فى العارضة, النووى فى شرح المهذب, الذهبي فى الميزان, ابن حجر فى تلخيص التحبير.
3- التحسين:
البغوي, المنذري, ابن الصلاح, النووي تهذيب الأسماء و اللغات و فى الأذكار, تقى الدين السبكي, وولده تاج الدين, و ابن حجر فى أمالى الظاذكار و فى الخصال المكفرة, و السيوطي فى المرقاة.
و للإمام مسلمكلام يشعر بتحسينه له.
4- التصحيح:
ابن المبارك, أبو داود, الحاكم, ابن منده, الخطيب البغدادي, أبو بكر بن أبي داود, أبو على بن السكن, الآجري, أبو موسى المديني, الديلمي, أبو سعد السمعاني, أبو الحسن بن المفضل, أبو محمد عبد الرحيم المصري, البلقيني, العلائي, الزركشى, ابن ناصر الدين الدمشقى, ابن حجر العسقلاني, السيوطى, الزبيدي, البيهقي, أبو الحسن المقدسي, ابن شاهين, ابن الصلاح, أبو الحسن السندي, اللكنوى, المباركفوري.
و من المعاصرين و محدث ديار الشام الألباني و العلامة أحمد شاكر
أسف لو طولت عليكم
أسف لو طولت عليكم
بعد ما سبق
اذا كان أكثر العلماء من المضعفين لهذا الحديث
فلو أخذنا به لايجب أن نفرط ونسرف فى استخدامه فليست هى مفتاح الجنه على الرغم من فضلها
ولذلك قد نأخذ أقل شئ فقد ذكر أنه قد تصلى فى العمر مرة أو فى السنة مرة فلماذا كل ليلة فى رمضان على الرغم من الجهد المبذول فيها
أقول قولى هذا وعلى الله أجرى والله أعلم
وما أريد غير وجه الله
والله الموفق
أبو معاذ
عدد المساهمات: 148
تاريخ التسجيل: 23/08/2011
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل رسالة بالبريد الإكتروني https://alcot.ahlamontada.com
بعد ما سبق
اذا كان أكثر العلماء من المضعفين لهذا الحديث
فلو أخذنا به لايجب أن نفرط ونسرف فى استخدامه فليست هى مفتاح الجنه على الرغم من فضلها
ولذلك قد نأخذ أقل شئ فقد ذكر أنه قد تصلى فى العمر مرة أو فى السنة مرة فلماذا كل ليلة فى رمضان على الرغم من الجهد المبذول فيها
أقول قولى هذا وعلى الله أجرى والله أعلم
وما أريد غير وجه الله
والله الموفق
أبو معاذ
عدد المساهمات: 148
تاريخ التسجيل: 23/08/2011
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة ارسل رسالة بالبريد الإكتروني https://alcot.ahlamontada.com
مواضيع مماثلة
» اليوم الثامن: الثلاثاء 1 فبراير 2011 (المظاهرات المليونية)
» اليوم الحادي عشر: الجمعة 4 فبراير 2011 (جمعة الرحيل)
» اليوم الرابع: الجمعة 28 يناير 2011 (جمعة الغضب)
» اليوم الحادي عشر: الجمعة 4 فبراير 2011 (جمعة الرحيل)
» اليوم الرابع: الجمعة 28 يناير 2011 (جمعة الغضب)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى