قال الله تعالى اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا :وقال تعالى إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام :وقال تعالى ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين
صفحة 1 من اصل 1
قال الله تعالى اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا :وقال تعالى إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام :وقال تعالى ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين
:قال الله تعالى
اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا
:وقال تعالى
إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام
:وقال تعالى
ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين
:وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان
متفق عليه
:وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً بارزا للناس، فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان؟
قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر". قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدّي الزكاة
المفروضة، وتصوم رمضان". قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: "أنْ تعبدَ اللهَ كانّك تراهُ، فإنّك
إنْ لم تكن تراهُفإنّه يراكَ". قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِن السائل، ولكن سأُحدّثك عن أشراطها: إذا وَلدتِ الأَمَة ربّها* فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراةُ الحفاةُ رؤوسَ الناسِ فذاك مِن أشراطها، وإذا تطاولَ رعاءُ البَهْم في البُنيان فذاك من أشراطها، في خمسٍ لا يعلمهنّ إلاّ اللهُثم تلا صلى الله عليه وسلم: إنّ الله عنده علمُ الساعةِ ويُنزّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ إنّ الله عليمٌ خبير
ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رُدُّوا عليّ الرجل، فأخذوا ليردّوه فلم يروا
."شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هذا جبريل جاء لِيُعلّمَ الناسَ دينهم
.ربها: أي سيدها *
متفق عليه
: عن ابن عباس رضي الله عنهما
."قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن بدّل دينه فاقتلوه
رواه البخاري
الحج
صوم رمضان
الزكاة
اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا
:وقال تعالى
إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام
:وقال تعالى
ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين
:وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان
متفق عليه
:وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً بارزا للناس، فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان؟
قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر". قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدّي الزكاة
المفروضة، وتصوم رمضان". قال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: "أنْ تعبدَ اللهَ كانّك تراهُ، فإنّك
إنْ لم تكن تراهُفإنّه يراكَ". قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: "ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِن السائل، ولكن سأُحدّثك عن أشراطها: إذا وَلدتِ الأَمَة ربّها* فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراةُ الحفاةُ رؤوسَ الناسِ فذاك مِن أشراطها، وإذا تطاولَ رعاءُ البَهْم في البُنيان فذاك من أشراطها، في خمسٍ لا يعلمهنّ إلاّ اللهُثم تلا صلى الله عليه وسلم: إنّ الله عنده علمُ الساعةِ ويُنزّلُ الغيثَ ويعلمُ ما في الأرحامِ وما تدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموتُ إنّ الله عليمٌ خبير
ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رُدُّوا عليّ الرجل، فأخذوا ليردّوه فلم يروا
."شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هذا جبريل جاء لِيُعلّمَ الناسَ دينهم
.ربها: أي سيدها *
متفق عليه
: عن ابن عباس رضي الله عنهما
."قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن بدّل دينه فاقتلوه
رواه البخاري
الحج
صوم رمضان
الزكاة
الركن الأول شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
الركن الأول
شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
: عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحق
الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجل
رواه البخاري ومسلم
: وقال صلى الله عليه وآله وسلم
الإيمانُ بِضعٌ وسبعون ـ أو بضعٌ وستّون ـ شُعبة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى
عن الطريق.. والحياء شُعبة من الإيمان
قال ابن تيمية رحمه الله: ...ورأس الإسلام مطلقاً شهادة أن لا إله إلاّ الله، وبها بُعث جميع الرسل،
:كما قال تعالى
ولقد بعثنا في كلّ أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوت
:وقال تعالى
وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدونِ
94/3مجموع الفتاوى جـ
قال الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز: "لا يكفي في الركن الأول (الشهادتين) مجرّد النطق، بل لا بدّ من معرفة معناهما وشروط صحة شهادة أن (لا إله إلاّ الله) حتى لا يقع العبد فيما يناقضهما". ـ الجامع في
.61/1طلب العلم الشريف. جـ
ثم قال منبّهاً: "معرفة معنى الشهادتين ليست شرطاً للحكم بالإسلام في الظاهر، وإنما هي شرط لصحة الإسلام على الحقيقة". وقال أيضاً: "إذا أراد شخص الدخول في دين الإسلام فلا يجب اختباره في
معرفة معنى الشهادتين لإثبات حكم الإسلام له. والدليل على عدم وجوب الإختبار في هذا الأمر أنّ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَبِلَ إسلام مَن أسلم دون إلزام بهذا الإختبار وأجرى عليهم أحكام الإسلام
ثم كانوا يتعلمون ما يجب عليهم بعد ذلك، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأسامة بن زيد
."رضي الله عنهما (أقتلته بعدما قال لا إله إلاّالله؟) الحديث متفق عليه
وقال أيضاً: "معرفة معنى الشهادتين شرط لصحة الإسلام على الحقيقة.. أي الإسلام الذي ينفعه عند الله .61تعالى في الآخرة". ص
:63وقال ـ ص
وأودّ أن أنبّه تنبيهاً شديداً ـ في هذا المقام ـ على وجوب تعليم عموم المسلمين معنى الشهادتين، خاصة"
في هذا الزمان الذي عمّت فيه البلوى بالشرك المناقض للتوحيد في شتى بلدان المسلمين في صور من
:أخطرها
الشرك في التشريع
:فإنّ التشريع للخلق هو حق خالص لله تعالى، فلا يُشَرِّع إلاّ الرب جل وعلا، قال تعالى
ولا يُشرك في حكمه أحدا
26الكهف
فمن شرّع للناس ما لم يأذن به اللهُ فقد جعل نفسه ربّا لهم، وجعل نفسه شريكا لله تعالى في التشريع
:للخلق، قال تعالى
أَمْ لهم شركاءُ شَرَعوا لهم مِن الدين ما لم يأذن به اللهُ
21الشورى
والدين ـ في أحد معانيه ـ هو نظام حياة الناس وشرعهم حقاً كان أو باطلاً، لأنّ الله سمّى ما عليه
:الكفار من الكفر ديناً، وذلك في قوله تعالى
لكم دينكم ولي دين
6الكافرون
ومِن صُوَر الشرك في التشريع في هذا الزمان: إنتحال طوائف من البشر حق التشريع للناس، ومن
..هؤلاء واضعو القوانين الوضعية من خبراء القانون واعضاء البرلمانات التشريعية ورؤساء الدول
فهؤلاء هم في الحقيقة أرباب مشرّعون من دون الله. وعوام المسلمين في غفلة عن هذا الشرك الأكبر، ويشاركون في نصب هؤلاء الأرباب بالمشاركة في الإنتخابات البرلمانية والمشاركة في الإستفتاءات لاختيار رؤساء الدول. وهذا كله يناقض قول (لا إله إلاّ الله)، ومِن العوام مَن يقع في هذا الشرك لجهله بمعنى (لا إله إلاّ الله)، ومنهم مَن لو عرف معناها لاحتاط لنفسه، وهذا ينبّهك إلى أهمية تعليم عموم
.المسلمين معنى الشهادتين
الشرك في التحاكم
:بالتحاكم لغير شريعة الله، للدساتير والقوانين الوضعية وسدنتها، وهذا ممّا عمّت به البلوى، قال تعالى
ألم تَرَ إلى الذين يزعُمون أنّهم ءامنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل مِن قَبلك يريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويُريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً بعيداً
60النساء
قال ابن القيم رحمه الله: أخبر سبحانه أن مَن تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكّم
الطاغوت وتحاكم إليه. والطاغوت ـ كما عرّفه ابن القيم هو: كل ما تجاوز به العبدُ حدّه من معبود
أو متبوع أو مُطاع، فطاغوت كل قوم مَن يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله،
أو يتّبعونه على غير بصيرة من الله، أو يُطيعونه فيما لا يعلمون أنّه طاعة لله.. فهذه طواغيت العالم
إذا تأمّلتها وتأمّلت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن
التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة
.50/1الطاغوت ومتابعته. إعلام الموقعين جـ
الشرك بعبادة الأموات من دون الله تعالى
بدعاء الأموات (أهل القبور) والإستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم، وكل هذا من الشرك الأكبر الذي
:عمّت به البلوى في معظم بلدان المسلمين. قال تعالى
ذلكمُ اللهُ ربُّكم له الملك، والذين تدعون مِن دونه ما يملِكون مِن قِطْمير، إنْ تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم، ولو سَمِعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفُرون بِشِركِكُم، ولا يُنبِّئك مثل خبير
14-13فاطر
فالواجب على كل مسلم أن يعلم معنى شهادة (أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله) حتى يحتاط لنفسه من هذا الشرك.. ومن أهم الكتب المعينة على هذا: كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى. اهـ ـ الجامع في طلب العلم الشريف ـ
لمعرفة معنى لا إله إلاّ الله إضغط هنا
شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
: عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله
ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحق
الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجل
رواه البخاري ومسلم
: وقال صلى الله عليه وآله وسلم
الإيمانُ بِضعٌ وسبعون ـ أو بضعٌ وستّون ـ شُعبة، أعلاها قول لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى
عن الطريق.. والحياء شُعبة من الإيمان
قال ابن تيمية رحمه الله: ...ورأس الإسلام مطلقاً شهادة أن لا إله إلاّ الله، وبها بُعث جميع الرسل،
:كما قال تعالى
ولقد بعثنا في كلّ أمةٍ رسولاً أنِ اعبدوا اللهَ واجتنبوا الطاغوت
:وقال تعالى
وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسولٍ إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدونِ
94/3مجموع الفتاوى جـ
قال الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز: "لا يكفي في الركن الأول (الشهادتين) مجرّد النطق، بل لا بدّ من معرفة معناهما وشروط صحة شهادة أن (لا إله إلاّ الله) حتى لا يقع العبد فيما يناقضهما". ـ الجامع في
.61/1طلب العلم الشريف. جـ
ثم قال منبّهاً: "معرفة معنى الشهادتين ليست شرطاً للحكم بالإسلام في الظاهر، وإنما هي شرط لصحة الإسلام على الحقيقة". وقال أيضاً: "إذا أراد شخص الدخول في دين الإسلام فلا يجب اختباره في
معرفة معنى الشهادتين لإثبات حكم الإسلام له. والدليل على عدم وجوب الإختبار في هذا الأمر أنّ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قَبِلَ إسلام مَن أسلم دون إلزام بهذا الإختبار وأجرى عليهم أحكام الإسلام
ثم كانوا يتعلمون ما يجب عليهم بعد ذلك، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأسامة بن زيد
."رضي الله عنهما (أقتلته بعدما قال لا إله إلاّالله؟) الحديث متفق عليه
وقال أيضاً: "معرفة معنى الشهادتين شرط لصحة الإسلام على الحقيقة.. أي الإسلام الذي ينفعه عند الله .61تعالى في الآخرة". ص
:63وقال ـ ص
وأودّ أن أنبّه تنبيهاً شديداً ـ في هذا المقام ـ على وجوب تعليم عموم المسلمين معنى الشهادتين، خاصة"
في هذا الزمان الذي عمّت فيه البلوى بالشرك المناقض للتوحيد في شتى بلدان المسلمين في صور من
:أخطرها
الشرك في التشريع
:فإنّ التشريع للخلق هو حق خالص لله تعالى، فلا يُشَرِّع إلاّ الرب جل وعلا، قال تعالى
ولا يُشرك في حكمه أحدا
26الكهف
فمن شرّع للناس ما لم يأذن به اللهُ فقد جعل نفسه ربّا لهم، وجعل نفسه شريكا لله تعالى في التشريع
:للخلق، قال تعالى
أَمْ لهم شركاءُ شَرَعوا لهم مِن الدين ما لم يأذن به اللهُ
21الشورى
والدين ـ في أحد معانيه ـ هو نظام حياة الناس وشرعهم حقاً كان أو باطلاً، لأنّ الله سمّى ما عليه
:الكفار من الكفر ديناً، وذلك في قوله تعالى
لكم دينكم ولي دين
6الكافرون
ومِن صُوَر الشرك في التشريع في هذا الزمان: إنتحال طوائف من البشر حق التشريع للناس، ومن
..هؤلاء واضعو القوانين الوضعية من خبراء القانون واعضاء البرلمانات التشريعية ورؤساء الدول
فهؤلاء هم في الحقيقة أرباب مشرّعون من دون الله. وعوام المسلمين في غفلة عن هذا الشرك الأكبر، ويشاركون في نصب هؤلاء الأرباب بالمشاركة في الإنتخابات البرلمانية والمشاركة في الإستفتاءات لاختيار رؤساء الدول. وهذا كله يناقض قول (لا إله إلاّ الله)، ومِن العوام مَن يقع في هذا الشرك لجهله بمعنى (لا إله إلاّ الله)، ومنهم مَن لو عرف معناها لاحتاط لنفسه، وهذا ينبّهك إلى أهمية تعليم عموم
.المسلمين معنى الشهادتين
الشرك في التحاكم
:بالتحاكم لغير شريعة الله، للدساتير والقوانين الوضعية وسدنتها، وهذا ممّا عمّت به البلوى، قال تعالى
ألم تَرَ إلى الذين يزعُمون أنّهم ءامنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل مِن قَبلك يريدون أنْ يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمِروا أنْ يكفروا به ويُريد الشيطانُ أنْ يُضِلّهم ضلالاً بعيداً
60النساء
قال ابن القيم رحمه الله: أخبر سبحانه أن مَن تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكّم
الطاغوت وتحاكم إليه. والطاغوت ـ كما عرّفه ابن القيم هو: كل ما تجاوز به العبدُ حدّه من معبود
أو متبوع أو مُطاع، فطاغوت كل قوم مَن يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله،
أو يتّبعونه على غير بصيرة من الله، أو يُطيعونه فيما لا يعلمون أنّه طاعة لله.. فهذه طواغيت العالم
إذا تأمّلتها وتأمّلت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن
التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة
.50/1الطاغوت ومتابعته. إعلام الموقعين جـ
الشرك بعبادة الأموات من دون الله تعالى
بدعاء الأموات (أهل القبور) والإستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم، وكل هذا من الشرك الأكبر الذي
:عمّت به البلوى في معظم بلدان المسلمين. قال تعالى
ذلكمُ اللهُ ربُّكم له الملك، والذين تدعون مِن دونه ما يملِكون مِن قِطْمير، إنْ تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم، ولو سَمِعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفُرون بِشِركِكُم، ولا يُنبِّئك مثل خبير
14-13فاطر
فالواجب على كل مسلم أن يعلم معنى شهادة (أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله) حتى يحتاط لنفسه من هذا الشرك.. ومن أهم الكتب المعينة على هذا: كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى. اهـ ـ الجامع في طلب العلم الشريف ـ
لمعرفة معنى لا إله إلاّ الله إضغط هنا
رد: قال الله تعالى اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا :وقال تعالى إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام :وقال تعالى ومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين
الركن الثاني
الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة هي آكد الفروض بعد الشهادتين، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلاّ به، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سَنامه الجهاد في سبيل الله
فُرضت الصلاة ليلة أُسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد. وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمّته وهو على فراش الموت، فجعل يقول: الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم. وهي آخر ما يُفقد من الدين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة، فكلما اتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهنّ نقضاً: الحُكم، وآخرهنّ: الصلاة
نورد الآن بعض الآيات والأحاديث التي تؤكد فرضية وأهمية وفضل الصلاة، قال تعالى في سورة النساء
إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً
وقال تعالى في سورة هود
وأَقِم الصلاةَ طَرَفَي النّهار وزُلفاً من الليل، إنّ الحسناتِ يُذهبنَ السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين
وقال تعالى في سورة طه
وأَقِم الصلاة لِذكري
وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة
وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
وقال تعالى في سورة الكوثر
فَصلِّ لِربِّك وانْحَر
وقال تعالى في سورة العنكبوت
إنّ الصلاة تَنهى عنِ الفحشاءِ والمُنكر ولَذِكرُ اللهِ أكبر
وقال تعالى في سورة الأعلى
قد أفلحَ مَن تزكّى وذَكرَ اسمَ ربِّه فصلّى
وقال سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون
قد أفلحَ المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون
وقد شدّد سبحانه النكير على من يفرّط فيها، وهدّد الذين يضيعونها، فقال جلّ شأنه في سورة مريم
فَخَلَفَ مِن بعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصلاةَ واتّبعوا الشهواتِ فسوف يلقوْنَ غَيّاً
وقال تعالى في سورة الماعون
فَويْلٌ للمصلِّين. الذينَ هم عن صلاتهم ساهون
وأمر سبحانه بالمحافظة على الصلاة، فقال
حافِظوا على الصّلواتِ والصّلاةِ الوُسطى، وقوموا للهِ قانتين، فإنْ خِفتُم فرجالاً أو رُكباناً، فإذا أمِنتم فاذكروا اللهَ كما علَّمكم ما لم تكونوا تعلَمون
وأما الأحاديث فقد مرّ معنا ذكر بعضها، ومنها حديث: بُني الإسلام على خمس.. الحديث
و ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة يوماً فقال: مَن حافظ عليها كانت له نوراً وبُرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا بُرهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف. رواه أحمد والطبراني وابن حبان
وكون تارك المحافظة على الصلاة مع أئمة الكفر في الآخرة يقتضي كفره
أنظر حكم تارك الصلاة
وعن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أُمِرتُ أنْ أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجل. متفق عليه
على مَن تجب
تجب الصلاة على المسلم العاقل البالغ، ويؤمر الصبي بها إذا بلغ سبع سنين، ويُضرب على تركها إذا بلغ عشرًا، وإن كانت غير واجبة عليه
مواقيت الصلاة
عدد الصلوات المفروضة خمس، ولها أوقات محدودة لابدّ أن تُؤدّى فيها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظِلّ الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسِك عن الصلاة، فإنها تطلعُ بين قرنيّ الشيطان. رواه مسلم
النوم عن الصلاة أو نسيانها
:عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
مَن نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفّارة لها إلاّ ذلك"متفق عليه"
:وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نومهم عن الصلاة فقال
"إنّه ليس في النوم تفريط، إنّما التفريط في اليقظة، فإذا نَسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها"
رواه النسائي والترمذي وصححه
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها
ورد النهي عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار.. وعند طلوعها حتى ترتفع قدر رمح.. وعند استوائها، أي عندما يكون الظل في جانب الرمح فلا يبقى على الأرض منه شيء، حتى تميل.. وبعد صلاة العصر حتى تغرب فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار
الأذان
هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، وهو واجب أو مندوب
:ورد الأذان بثلاث كيفيات، نذكر منها الصيغة المشهورة، وهي كالتالي
الله أكبرالله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد ان لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ الله
ويشرع للمؤذن التثويب، وهو أن يقول في أذان الصبح ـ بعد الحيعلتين: الصلاة خير من النوم
أركان الصلاة
تكبيرة الإحرام -
القيام في الفرض، لمن قدر عليه -
قراءة الفاتحة -
الركوع -
الرفع من الركوع، والإعتدال قائما مع الطمأنينة-
السجود مع الطأمنينة، ثم الرفع منه والجلوس -
مع الطمأنينة
القعود الأخير وقراءة التشهد فيه -
السلام. التسليمة الأولى واجبة والثانية مستحبّة -
شروط الصلاة
يجب على المصلي أن يأتي بالشروط التي تتقدم الصلاة، بحيث لو ترك شيئا منها بطلت الصلاة،
وهي:
العلم بدخول الوقت، ويكفي غلبة الظن-
الطهارة، من الحدث الأصغر والأكبر، وطهارة -
البدن والثوب والمكان
ستر العورة -
إستقبال القبلة -
النّية -
واجبات الصلاة
:وهي إن تركها عمدا بطلت صلاته، وإن تركها سهوا جبرها بسجود السهو
التكبير غير تكبيرة الإحرام، والتسبيح في الركوع والسجود مرة مرة، وقول "سمع الله لمن حمده" في الرفع من الركوع، وقول "ربِّ اغفرلي" بين السجدتين، والتشهّد الأول، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى .الله عليه وآله وسلم في التشهّد الأخير
وما عدا هذا فسنن لا تبطل الصلاة بعمدها، ولا يجب السجود لسهوها ـ إلا الجهر والإخفات فقد اختلف فيه
كيفية الصلاة
ـ يقوم المصلي مستقبلا القبلة، بعد أن ينوي الصلاة
ـ يستفتح الصلاة بقوله "الله أكبر" وهي تكبيرة الإحرام، ويرفع بها صوته
ـ يرفع يديه مع التكبير حذو منكبيه، أو حذو فروع أذنيه
ـ يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، وينظر إلى موضع السجود مع الخشوع
ـ يستفتح القراءة بدعاء من الأدعية المأثورة يحمد الله تعالى ويمجّده ويثني عليه
فيقول مثلا: سبحانك اللّهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك
ـ يستعيذ بالله تعالى فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
ـ ثم يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا يجهر بها
ـ ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آيه آيه، أي يقف على رؤوس الآي. والفاتحة من أركان الصلاة
ـ وإذا انتهى من قراءة الفاتحة يقول: آمين. يمد بها صوته
ـ ثم يقرأ مع الفاتحة سورة أو ما تيسّر من القرآن، وتجزء الفاتحة وحدها.. ويرتل القرآن
ـ يجهر بالقراءة في صلاة الصبح وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء، ويسر بها في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء
ـ ثم إذا فرغ من القراءة رفع يديه، وكبّر وركع.. ويضع كفّيه على ركبتيه ويفرّج بين أصابعه.. ويبسط ظهره ويسوّيه.. وينظر إلى محل سجوده.. ويقول في هذا الركن: "سبحان ربي العظيم" أو سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثا. أو: "سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح"
وهناك أذكار أخرى أيضا
ـ ثم يرفع من الركوع قائلا: "سمِع الله لمن حمده" حتى يستوي قائما فيقول: "ربّنا لك الحمد"
ويمكن أن يزيد: "ملء السماوات والأرض وما بينهما، وملءَ ما شئت من شيء بعد"
ويرفع يديه مع هذا القيام كما في تكبيرة الإحرام، مع الطمأنينة.
ـ ثم يكبّر ويهوي ساجدًا، ويعتمد على كفيه ويضمّ أصابعهما ويوجهها قِبل القبلة، ويجعلهما حذو
منكبيه أو أذنيه، ويمكّن أنفه وجبهته من الأرض، وينصب رجليه ويستقبل بأطراف أصابعها
القبلة.. ويسجد على سبعة أعظم: الجبهة والأنف، والكفّين، والركبتين، وأطراف القدمين.
ولا يفترش ذراعيه، بل يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه. ويجب الطمأنينة في السجود،
فلا ينقر نقرًا.
ـ ويقول في هذا الركن: "سبحان ربي الأعلى" أو "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثا، أو أكثر.
ويُنهى عن قراءة القرآن في السجود، بل يكثر من الدعاء.
ـ ثم يرفع رأسه من السجود مكبّرا حتى يستوي قاعدًا. ثم يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها
مطمئنّا، وينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعهما القبلة.
ـ يقول في هذه الجلسة: "ربِّ اغفرلي اغفرلي" أو "اللهم اغفرلي، وارحمني، واجبرني،
وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني".
ـ ثم يكبّر ويسجد السجدة الثانية، ويصنع فيها مثل ما صنع في الأولى.
ثم يرفع رأسه مكبِّرًا. ويصنع ذلك في كل ركعة وسجدة حتى يتمّ صلاته.
التشهُّد
ـ التشهد، أو "التحية": يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية، وهو التشهد الأول.. وإذا كانت صلاة الصبح فهو الأخير.. وكذلك يجلس للتشهّد الأخير، إلاّ أنه يقعد متوركًا، يفضي بوركه ـ وهي ما فوق الفخذ ـ اليسرى إلى الأرض، ويخرج قدميه من ناحية واحدة، ويجعل اليسرى تحت فخذه وساقه، وينصب اليمنى، وربما فرشها أحيانا، ويلقم كفّه اليسرى ركبته، يتحامل عليها.
ـ وهناك أنواع من صيغ التشهد، نقتصر على ذكر واحد منها.. يشير بأصبعه ـ السبابة ـ اليمنى
ويقول: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا
."وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله
ـ ثم يقول الصلاة الإبراهيمية، في الأول والأخير: "اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت
على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم،
."إنك حميد مجيد
يجب الإستعاذة من أربع قبل الدعاء والسلام، فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال". ثم يدعو لنفسه بما بدا له
."ثم يسلّم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله
مسائل مختلفة تخص الصلاة
يصلي المريض جالسًا إن لم يستطع القيام
يصلي في السفينة قائما إلاّ أنْ يخاف الغرق
يجوز الصلاة في النعال والأحذية إنْ لم يكن بها نجاسة
يجب أن يصلي إلى سترة ويدن منها ولا يترك أحدا يمر بينه وبينها
إذا حال الشيطان بين المصلي وبين صلاته وقراءته يلبّسها عليه، استعاذ بالله منه وتفل على يساره ثلاثا
يباح في الصلاة البكاء والتأوه والأنين ما دام عن غلبة، ويباح الإلتفات عند الحاجة وإلاّ فهو مكروه، ويباح قتل الحية والعقرب ونحو ذلك من كل ما يضر، ويباح المشي اليسير لحاجة كأن يفتح الباب لشخص، ويباح حمل الصبي، ويباح الرد بالإشارة على من سلّم عليه أو خاطبه، ويجوز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا عرض أمر من الأمور كتنبيهه الإمام إذا أخطأ وكالإذن للداخل أو الإرشاد للأعمى أو نحو ذلك
إذا نسي الإمام آية يفتح عليه فيذكره تلك الآية
يباح حمد الله عند العطاس أو عند حدوث نعمة، وإذا تثاءب وجب عليه الكظم ولا يقول: ها
ومن مكروهات الصلاة، العبث بثوبه أو بدنه إلاّ للحاجة، ويكره التخصّر في الصلاة ـ أي أن يضع يده على خاصرته ـ ويكره للمصلي رفع البصر إلى السماء والنظر إلى ما يلهي، ويكره تغميض العينين
ويكره الإشارة باليدين عند السلام، وتغطية الفم، والسدل، وهو إرسال الثوب حتى يصيب الأرض
ويكره أن يصلي بحضرة الطعام، وأن يصلي وهو يدافع الأخبثين ـ أي البول والغائط، أو الريح
ويكره أن يصلي عند مغالبة النوم، كما يكره أن يلتزم مكانا خاصا في المسجد للصلاة فيه
ومن مبطلات الصلاة: الأكل والشرب عمدًا، والكلام عمدًا في غير مصلحة، والعمل الكثير عمدًا، وترك ركن أو شرط عمدًا وبدون عذر، والقهقهة والضحك الكثير، وانكشاف العورة
: ( المصادر(بتصرف
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
ـ صفة صلاة النبي ـ لناصر الدين الألباني
الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة هي آكد الفروض بعد الشهادتين، وهي عماد الدين الذي لا يقوم إلاّ به، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سَنامه الجهاد في سبيل الله
فُرضت الصلاة ليلة أُسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد. وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمّته وهو على فراش الموت، فجعل يقول: الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم. وهي آخر ما يُفقد من الدين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة، فكلما اتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهنّ نقضاً: الحُكم، وآخرهنّ: الصلاة
نورد الآن بعض الآيات والأحاديث التي تؤكد فرضية وأهمية وفضل الصلاة، قال تعالى في سورة النساء
إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً
وقال تعالى في سورة هود
وأَقِم الصلاةَ طَرَفَي النّهار وزُلفاً من الليل، إنّ الحسناتِ يُذهبنَ السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين
وقال تعالى في سورة طه
وأَقِم الصلاة لِذكري
وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة
وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
وقال تعالى في سورة الكوثر
فَصلِّ لِربِّك وانْحَر
وقال تعالى في سورة العنكبوت
إنّ الصلاة تَنهى عنِ الفحشاءِ والمُنكر ولَذِكرُ اللهِ أكبر
وقال تعالى في سورة الأعلى
قد أفلحَ مَن تزكّى وذَكرَ اسمَ ربِّه فصلّى
وقال سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون
قد أفلحَ المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون
وقد شدّد سبحانه النكير على من يفرّط فيها، وهدّد الذين يضيعونها، فقال جلّ شأنه في سورة مريم
فَخَلَفَ مِن بعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصلاةَ واتّبعوا الشهواتِ فسوف يلقوْنَ غَيّاً
وقال تعالى في سورة الماعون
فَويْلٌ للمصلِّين. الذينَ هم عن صلاتهم ساهون
وأمر سبحانه بالمحافظة على الصلاة، فقال
حافِظوا على الصّلواتِ والصّلاةِ الوُسطى، وقوموا للهِ قانتين، فإنْ خِفتُم فرجالاً أو رُكباناً، فإذا أمِنتم فاذكروا اللهَ كما علَّمكم ما لم تكونوا تعلَمون
وأما الأحاديث فقد مرّ معنا ذكر بعضها، ومنها حديث: بُني الإسلام على خمس.. الحديث
و ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة يوماً فقال: مَن حافظ عليها كانت له نوراً وبُرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا بُرهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف. رواه أحمد والطبراني وابن حبان
وكون تارك المحافظة على الصلاة مع أئمة الكفر في الآخرة يقتضي كفره
أنظر حكم تارك الصلاة
وعن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أُمِرتُ أنْ أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويُؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجل. متفق عليه
على مَن تجب
تجب الصلاة على المسلم العاقل البالغ، ويؤمر الصبي بها إذا بلغ سبع سنين، ويُضرب على تركها إذا بلغ عشرًا، وإن كانت غير واجبة عليه
مواقيت الصلاة
عدد الصلوات المفروضة خمس، ولها أوقات محدودة لابدّ أن تُؤدّى فيها
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وقت الظهر إذا زالت الشمس، وكان ظِلّ الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسِك عن الصلاة، فإنها تطلعُ بين قرنيّ الشيطان. رواه مسلم
النوم عن الصلاة أو نسيانها
:عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
مَن نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفّارة لها إلاّ ذلك"متفق عليه"
:وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نومهم عن الصلاة فقال
"إنّه ليس في النوم تفريط، إنّما التفريط في اليقظة، فإذا نَسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها"
رواه النسائي والترمذي وصححه
الأوقات المنهي عن الصلاة فيها
ورد النهي عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار.. وعند طلوعها حتى ترتفع قدر رمح.. وعند استوائها، أي عندما يكون الظل في جانب الرمح فلا يبقى على الأرض منه شيء، حتى تميل.. وبعد صلاة العصر حتى تغرب فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار
الأذان
هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، وهو واجب أو مندوب
:ورد الأذان بثلاث كيفيات، نذكر منها الصيغة المشهورة، وهي كالتالي
الله أكبرالله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلاّ الله، أشهد ان لا إله إلاّ الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ الله
ويشرع للمؤذن التثويب، وهو أن يقول في أذان الصبح ـ بعد الحيعلتين: الصلاة خير من النوم
أركان الصلاة
تكبيرة الإحرام -
القيام في الفرض، لمن قدر عليه -
قراءة الفاتحة -
الركوع -
الرفع من الركوع، والإعتدال قائما مع الطمأنينة-
السجود مع الطأمنينة، ثم الرفع منه والجلوس -
مع الطمأنينة
القعود الأخير وقراءة التشهد فيه -
السلام. التسليمة الأولى واجبة والثانية مستحبّة -
شروط الصلاة
يجب على المصلي أن يأتي بالشروط التي تتقدم الصلاة، بحيث لو ترك شيئا منها بطلت الصلاة،
وهي:
العلم بدخول الوقت، ويكفي غلبة الظن-
الطهارة، من الحدث الأصغر والأكبر، وطهارة -
البدن والثوب والمكان
ستر العورة -
إستقبال القبلة -
النّية -
واجبات الصلاة
:وهي إن تركها عمدا بطلت صلاته، وإن تركها سهوا جبرها بسجود السهو
التكبير غير تكبيرة الإحرام، والتسبيح في الركوع والسجود مرة مرة، وقول "سمع الله لمن حمده" في الرفع من الركوع، وقول "ربِّ اغفرلي" بين السجدتين، والتشهّد الأول، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى .الله عليه وآله وسلم في التشهّد الأخير
وما عدا هذا فسنن لا تبطل الصلاة بعمدها، ولا يجب السجود لسهوها ـ إلا الجهر والإخفات فقد اختلف فيه
كيفية الصلاة
ـ يقوم المصلي مستقبلا القبلة، بعد أن ينوي الصلاة
ـ يستفتح الصلاة بقوله "الله أكبر" وهي تكبيرة الإحرام، ويرفع بها صوته
ـ يرفع يديه مع التكبير حذو منكبيه، أو حذو فروع أذنيه
ـ يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، وينظر إلى موضع السجود مع الخشوع
ـ يستفتح القراءة بدعاء من الأدعية المأثورة يحمد الله تعالى ويمجّده ويثني عليه
فيقول مثلا: سبحانك اللّهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك
ـ يستعيذ بالله تعالى فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
ـ ثم يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم" ولا يجهر بها
ـ ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آيه آيه، أي يقف على رؤوس الآي. والفاتحة من أركان الصلاة
ـ وإذا انتهى من قراءة الفاتحة يقول: آمين. يمد بها صوته
ـ ثم يقرأ مع الفاتحة سورة أو ما تيسّر من القرآن، وتجزء الفاتحة وحدها.. ويرتل القرآن
ـ يجهر بالقراءة في صلاة الصبح وفي الركعتين الأوليين من المغرب والعشاء، ويسر بها في الظهر والعصر والثالثة من المغرب والأخريين من العشاء
ـ ثم إذا فرغ من القراءة رفع يديه، وكبّر وركع.. ويضع كفّيه على ركبتيه ويفرّج بين أصابعه.. ويبسط ظهره ويسوّيه.. وينظر إلى محل سجوده.. ويقول في هذا الركن: "سبحان ربي العظيم" أو سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثا. أو: "سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح"
وهناك أذكار أخرى أيضا
ـ ثم يرفع من الركوع قائلا: "سمِع الله لمن حمده" حتى يستوي قائما فيقول: "ربّنا لك الحمد"
ويمكن أن يزيد: "ملء السماوات والأرض وما بينهما، وملءَ ما شئت من شيء بعد"
ويرفع يديه مع هذا القيام كما في تكبيرة الإحرام، مع الطمأنينة.
ـ ثم يكبّر ويهوي ساجدًا، ويعتمد على كفيه ويضمّ أصابعهما ويوجهها قِبل القبلة، ويجعلهما حذو
منكبيه أو أذنيه، ويمكّن أنفه وجبهته من الأرض، وينصب رجليه ويستقبل بأطراف أصابعها
القبلة.. ويسجد على سبعة أعظم: الجبهة والأنف، والكفّين، والركبتين، وأطراف القدمين.
ولا يفترش ذراعيه، بل يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه. ويجب الطمأنينة في السجود،
فلا ينقر نقرًا.
ـ ويقول في هذا الركن: "سبحان ربي الأعلى" أو "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثا، أو أكثر.
ويُنهى عن قراءة القرآن في السجود، بل يكثر من الدعاء.
ـ ثم يرفع رأسه من السجود مكبّرا حتى يستوي قاعدًا. ثم يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها
مطمئنّا، وينصب رجله اليمنى ويستقبل بأصابعهما القبلة.
ـ يقول في هذه الجلسة: "ربِّ اغفرلي اغفرلي" أو "اللهم اغفرلي، وارحمني، واجبرني،
وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني".
ـ ثم يكبّر ويسجد السجدة الثانية، ويصنع فيها مثل ما صنع في الأولى.
ثم يرفع رأسه مكبِّرًا. ويصنع ذلك في كل ركعة وسجدة حتى يتمّ صلاته.
التشهُّد
ـ التشهد، أو "التحية": يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية، وهو التشهد الأول.. وإذا كانت صلاة الصبح فهو الأخير.. وكذلك يجلس للتشهّد الأخير، إلاّ أنه يقعد متوركًا، يفضي بوركه ـ وهي ما فوق الفخذ ـ اليسرى إلى الأرض، ويخرج قدميه من ناحية واحدة، ويجعل اليسرى تحت فخذه وساقه، وينصب اليمنى، وربما فرشها أحيانا، ويلقم كفّه اليسرى ركبته، يتحامل عليها.
ـ وهناك أنواع من صيغ التشهد، نقتصر على ذكر واحد منها.. يشير بأصبعه ـ السبابة ـ اليمنى
ويقول: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا
."وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله
ـ ثم يقول الصلاة الإبراهيمية، في الأول والأخير: "اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت
على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم،
."إنك حميد مجيد
يجب الإستعاذة من أربع قبل الدعاء والسلام، فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال". ثم يدعو لنفسه بما بدا له
."ثم يسلّم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن يساره: "السلام عليكم ورحمة الله
مسائل مختلفة تخص الصلاة
يصلي المريض جالسًا إن لم يستطع القيام
يصلي في السفينة قائما إلاّ أنْ يخاف الغرق
يجوز الصلاة في النعال والأحذية إنْ لم يكن بها نجاسة
يجب أن يصلي إلى سترة ويدن منها ولا يترك أحدا يمر بينه وبينها
إذا حال الشيطان بين المصلي وبين صلاته وقراءته يلبّسها عليه، استعاذ بالله منه وتفل على يساره ثلاثا
يباح في الصلاة البكاء والتأوه والأنين ما دام عن غلبة، ويباح الإلتفات عند الحاجة وإلاّ فهو مكروه، ويباح قتل الحية والعقرب ونحو ذلك من كل ما يضر، ويباح المشي اليسير لحاجة كأن يفتح الباب لشخص، ويباح حمل الصبي، ويباح الرد بالإشارة على من سلّم عليه أو خاطبه، ويجوز التسبيح للرجال والتصفيق للنساء إذا عرض أمر من الأمور كتنبيهه الإمام إذا أخطأ وكالإذن للداخل أو الإرشاد للأعمى أو نحو ذلك
إذا نسي الإمام آية يفتح عليه فيذكره تلك الآية
يباح حمد الله عند العطاس أو عند حدوث نعمة، وإذا تثاءب وجب عليه الكظم ولا يقول: ها
ومن مكروهات الصلاة، العبث بثوبه أو بدنه إلاّ للحاجة، ويكره التخصّر في الصلاة ـ أي أن يضع يده على خاصرته ـ ويكره للمصلي رفع البصر إلى السماء والنظر إلى ما يلهي، ويكره تغميض العينين
ويكره الإشارة باليدين عند السلام، وتغطية الفم، والسدل، وهو إرسال الثوب حتى يصيب الأرض
ويكره أن يصلي بحضرة الطعام، وأن يصلي وهو يدافع الأخبثين ـ أي البول والغائط، أو الريح
ويكره أن يصلي عند مغالبة النوم، كما يكره أن يلتزم مكانا خاصا في المسجد للصلاة فيه
ومن مبطلات الصلاة: الأكل والشرب عمدًا، والكلام عمدًا في غير مصلحة، والعمل الكثير عمدًا، وترك ركن أو شرط عمدًا وبدون عذر، والقهقهة والضحك الكثير، وانكشاف العورة
: ( المصادر(بتصرف
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
ـ صفة صلاة النبي ـ لناصر الدين الألباني
حكم تارك الصلاة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
حكم تارك الصلاة
59قال تعالى في سورة مريم
فخلفَ مِنْ بعْدِهم خلْفٌ أضاعوا الصّلاة واتّبَعوا الشّهواتِ فسوْف يلْقونَ غَيًّا
5-4وقال تعالى في سورة الماعون
فويْلٌ للمُصلِّين، الذينَ هُم عنْ صلاتِهم ساهون
.ترك الصلاة جحودًا بها وإنكارًا لها كفر وخروج عن ملّة الإسلام، بإجماع المسلمين
أمّا من تركها مع إيمانه بها واعتقاده فرضيتها، ولكن تركها تكاسلاً أو تشاغلا عنها، بما لا يعدّ في
.الشرع عذرًا، فقد صرّحت الأحاديث بكفره ووجوب قتله
:أما الأحاديث المصرحة بكفره فهي
ـ عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه
.أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة
ـ وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها
.فقد كفر" رواه أحمد وأصحاب السنن
ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه ذكر الصلاة يومًا
فقال: "مَن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف" رواه أحمد والطبراني وابن حِبّان، وإسناده جيد.. وكون تارك المحافظة على الصلاة مع أئمّة الكفر في الآخرة، يقتضي كفره
قال ابن القيم: تارك المحافظة على الصلاة إمّا أنْ يُشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته.. فمَن شغله عنها ماله فهو مع قارون، ومَن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو
.مع هامان، ومَن شغله عنها تجارته فهو مع أُبيّ بن خلف
ـ وعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يرون شيئًا
.من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين
ـ وقال محمد بن نصر المِرْوزي: سمعت إسحاق يقول: صحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ تارك الصلاة كافر.. وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنّ تارك
.الصلاة عمدًا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر
ـ وقال ابن حزم: وقد جاء عن عمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة وغيرهم
من الصحابة: "أنّ مَن ترك صلاة فرض واحد متعمّدًا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد" ولا نعلم
.لهؤلاءالصحابة مخالفًا. ذكره المنذري في الترغيب والترهيب
:أمّا الأحاديث المصرحة بوجوب قتله فهي
ـ عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله
إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي
.دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجلّ" رواه البخاري ومسلم
ـ وعن أم سلَمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنّه يستعمل عليكم أمراءَ فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع" قالوا يا رسول الله ألا نُقاتلهم؟
.قال: "لا، ما صلّوا" رواه مسلم. جعل المانع من مقاتلة أُمراء الجور الصلاة
ـ وعن أبي سعيد قال: بعث علي ـ وهو باليمن ـ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بذُهيْبة فقسمها بين أربعة، فقال رجل يا رسول الله اتّق الله. فقال: "ويلك أولستُ أحقّ أهل الأرض أن يتّق الله؟" ثم ولّى الرجل فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال: "لا، لعلّه أن يكون يصلي" فقال خالد: وكم من رجل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني لم أومر أنْ أُنقّب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم" مختصر من حديث للبخاري ومسلم. وفي هذا الحديث أيضا جعل الصلاة هي المانعة من القتل، ومفهوم هذا أنّ عدم الصلاة يوجب القتل
رأي بعض العلماء
الأحاديث المتقدمة ظاهرها يقتضي كفر تارك الصلاة وإباحة دمه، ولكن كثيرا من علماء السلف والخلف، منهم أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، على أنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب، فإن لم يتب قُتل حدًّا عند مالك والشافعي وغيرهما، وقال أبو حنيفة: لا يُقتل بل يُعزّر ويُحبس حتى يُصلّي، وحملوا أحاديث التكفير على الجاحد أو المستحل للترك، وعارضوها ببعض النصوص العامة كقول الله تعالى: {إنَّ اللهَ لا يَغفرُ أنْ يُشرَك به ويغفرُ ما دونَ ذلك لِمَنْ يشاءُ} ـ النساء 116. وكحديث أبي هريرة عند أحمد ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل نبيّ دعوة مُستجابة، فتعجّل كل نبيّ دعوته وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمّتي ."يوم القيامة، فهي نائلة ـ إن شاء الله ـ مَن مات لا يُشرك بالله شيئًا
وعنه عند البخاري: أنّ رسول الله صلى ."الله عليه وآله وسلم قال: "أسعد الناس بشفاعتي مَن قال لا إله
.إلاّ الله، خالصا من قلبه
لمعرفة معنى لا إله إلاّ الله إضغط هنا
قال الشوكاني: والحق أنه كافر يُقتل. أما كفره، فلأنّ الأحاديث قد صحّت أنّ الشارع سمّى تارك الصلاة بذلك الإسم، وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الإسم عليه هو الصلاة، فتركها مقتض لجواز الإطلاق، ولا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها المعارضون، لأنّا نقول: لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة، ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سمّاها
.الشارع كفرًا، فلا ملجئ إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها
كل ما تقدّم نقلته عن "فقه السنة" للسيد سابق، باختصار
قول شيخ الإسلام ابن تيمية
سُئل رحمه الله: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ولم يُصلِّ، ولم يقم بشيء من الفرائض، وأنه لم يضره، ويدخل الجنّة، وأنه قد حرم جسمه على النار؟ ـ هذا الشطر الأول من السؤال، أمّا الشطر الثاني فلا يخص الصلاة، ولهذا لم نورده، وكذلك الجواب عنه ـ
فأجاب : الحمد لله، إنّ مَن لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصيام شهر
رمضان، وحج البيت العتيق، ولا يحرّم ما حرّم اللهُ ورسولُه من الفواحش، والظلم،
والشرك، والإفك: فهو كافر مرتدّ يُستتاب، فإن تاب وإلاّ قُتل باتفاق أئمّة المسلمين،
.ولا يُغني عنه التكلم بالشهادتين
وإن قال: أنا أقر بوجوب ذلك علي، وأعلم أنّه فرض، وأنّ من تركه كان مستحقّا لذم الله وعقابه، لكني لا أفعل ذلك: فهذا أيضا مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة باتفاق المسلمين، ويجب أن يصلي الصلوات
الخمس باتفاق العلماء، وأكثر العلماء يقولون: يؤمر بالصلاة، فإن لم يُصلّ وإلاّ قُتل. فإذا أصرّ
على الجحود حتى قُتل كان كافرًا باتفاق الأئمّة، لا يغسل، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في
.مقابر المسلمين
ومن قال: إنّ كل من تكلم بالشهادتين، ولم يؤدّ الفرائض، ولم يجتنب المحارم: يدخل الجنة،
.ولا يعذب أحد منهم بالنار: فهو كافر مرتد، يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلاّ قُتل
:بل الذين يتكلمون بالشهادتين: أصناف.. منهم منافقون في الدرك الأسفل من النار، كما قال تعالى
إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرا إلاّ الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله}
وأخلصوا دينهم لله، فأولئك مع المؤمنين} الآية، وقال تعالى: {إنّ المنافقين يُخادعون اللهَ وهو خادعهم، وإذا :قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى} الآية. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان"
قام فنق أربعًا لا يذكر الله فيها إلاّ قليلا" فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الذي يؤخّر الصلاة وينقرها منافق. فكيف بمن لا يصلي؟!! وقد قال تعالى: {فويلٌ للمُصلّين. الذين هُم عنْ صلاتهم ساهون. الذين هم يُراؤن} قال العلماء: "الساهون عنها" الذين يؤخرونها عن وقتها، والذين يفرّطون في واجباتها. فإذا كان هؤلاء المصلون الويل لهم، فكيف بمن لا يصلي؟
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنّه يعرف أمّته بأنهم غرّ مُحجّلون من آثار الوضوء" وإنما تكون الغرّة والتحجيل لمن توضّأ وصلّى، فابيضّ وجهه بالوضوء، وابيضّت يداه ورجلاه بالوضوء، فصلى أغرّا محجّلا. فمن لم يتوضأ ولم يصلّ لم يكن أغرًّا ولا محجّلا، فلا يكون عليه سيما المسلمين التي هي الرنك للنبي صلى الله عليه وسلم، مثل الرنك الذي يعرف به المقدم أصحابه، ولا يكن
.هذا من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم
وثبت في الصحيح "أنّ النار تأكل من ابن آدم كل شيء إلاّ آثار السجود" فمن لم يكن من أهل السجود للواحد المعبود، الغفور الودود، ذو العرش المجيد: أكلته النار. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه قال: "ليس بين العبد وبين الشرك إلاّ ترك الصلاة" وقال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" وقال: "أول ما يُحاسب عليه العبد من عمله: الصلاة". اهـ
107-105/35ـ مجموع الفتاوى جـ
تمّت بحمد الله
حكم تارك الصلاة
59قال تعالى في سورة مريم
فخلفَ مِنْ بعْدِهم خلْفٌ أضاعوا الصّلاة واتّبَعوا الشّهواتِ فسوْف يلْقونَ غَيًّا
5-4وقال تعالى في سورة الماعون
فويْلٌ للمُصلِّين، الذينَ هُم عنْ صلاتِهم ساهون
.ترك الصلاة جحودًا بها وإنكارًا لها كفر وخروج عن ملّة الإسلام، بإجماع المسلمين
أمّا من تركها مع إيمانه بها واعتقاده فرضيتها، ولكن تركها تكاسلاً أو تشاغلا عنها، بما لا يعدّ في
.الشرع عذرًا، فقد صرّحت الأحاديث بكفره ووجوب قتله
:أما الأحاديث المصرحة بكفره فهي
ـ عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" رواه
.أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة
ـ وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها
.فقد كفر" رواه أحمد وأصحاب السنن
ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنّه ذكر الصلاة يومًا
فقال: "مَن حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيّ بن خلف" رواه أحمد والطبراني وابن حِبّان، وإسناده جيد.. وكون تارك المحافظة على الصلاة مع أئمّة الكفر في الآخرة، يقتضي كفره
قال ابن القيم: تارك المحافظة على الصلاة إمّا أنْ يُشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته.. فمَن شغله عنها ماله فهو مع قارون، ومَن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو
.مع هامان، ومَن شغله عنها تجارته فهو مع أُبيّ بن خلف
ـ وعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يرون شيئًا
.من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين
ـ وقال محمد بن نصر المِرْوزي: سمعت إسحاق يقول: صحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ تارك الصلاة كافر.. وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنّ تارك
.الصلاة عمدًا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر
ـ وقال ابن حزم: وقد جاء عن عمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة وغيرهم
من الصحابة: "أنّ مَن ترك صلاة فرض واحد متعمّدًا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد" ولا نعلم
.لهؤلاءالصحابة مخالفًا. ذكره المنذري في الترغيب والترهيب
:أمّا الأحاديث المصرحة بوجوب قتله فهي
ـ عن ابن عمر، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أُمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله
إلاّ الله وأنّ محمدًا رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي
.دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام وحسابهم على الله عزّ وجلّ" رواه البخاري ومسلم
ـ وعن أم سلَمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنّه يستعمل عليكم أمراءَ فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع" قالوا يا رسول الله ألا نُقاتلهم؟
.قال: "لا، ما صلّوا" رواه مسلم. جعل المانع من مقاتلة أُمراء الجور الصلاة
ـ وعن أبي سعيد قال: بعث علي ـ وهو باليمن ـ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بذُهيْبة فقسمها بين أربعة، فقال رجل يا رسول الله اتّق الله. فقال: "ويلك أولستُ أحقّ أهل الأرض أن يتّق الله؟" ثم ولّى الرجل فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال: "لا، لعلّه أن يكون يصلي" فقال خالد: وكم من رجل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني لم أومر أنْ أُنقّب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم" مختصر من حديث للبخاري ومسلم. وفي هذا الحديث أيضا جعل الصلاة هي المانعة من القتل، ومفهوم هذا أنّ عدم الصلاة يوجب القتل
رأي بعض العلماء
الأحاديث المتقدمة ظاهرها يقتضي كفر تارك الصلاة وإباحة دمه، ولكن كثيرا من علماء السلف والخلف، منهم أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، على أنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب، فإن لم يتب قُتل حدًّا عند مالك والشافعي وغيرهما، وقال أبو حنيفة: لا يُقتل بل يُعزّر ويُحبس حتى يُصلّي، وحملوا أحاديث التكفير على الجاحد أو المستحل للترك، وعارضوها ببعض النصوص العامة كقول الله تعالى: {إنَّ اللهَ لا يَغفرُ أنْ يُشرَك به ويغفرُ ما دونَ ذلك لِمَنْ يشاءُ} ـ النساء 116. وكحديث أبي هريرة عند أحمد ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل نبيّ دعوة مُستجابة، فتعجّل كل نبيّ دعوته وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمّتي ."يوم القيامة، فهي نائلة ـ إن شاء الله ـ مَن مات لا يُشرك بالله شيئًا
وعنه عند البخاري: أنّ رسول الله صلى ."الله عليه وآله وسلم قال: "أسعد الناس بشفاعتي مَن قال لا إله
.إلاّ الله، خالصا من قلبه
لمعرفة معنى لا إله إلاّ الله إضغط هنا
قال الشوكاني: والحق أنه كافر يُقتل. أما كفره، فلأنّ الأحاديث قد صحّت أنّ الشارع سمّى تارك الصلاة بذلك الإسم، وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الإسم عليه هو الصلاة، فتركها مقتض لجواز الإطلاق، ولا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها المعارضون، لأنّا نقول: لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة، ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سمّاها
.الشارع كفرًا، فلا ملجئ إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها
كل ما تقدّم نقلته عن "فقه السنة" للسيد سابق، باختصار
قول شيخ الإسلام ابن تيمية
سُئل رحمه الله: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ولم يُصلِّ، ولم يقم بشيء من الفرائض، وأنه لم يضره، ويدخل الجنّة، وأنه قد حرم جسمه على النار؟ ـ هذا الشطر الأول من السؤال، أمّا الشطر الثاني فلا يخص الصلاة، ولهذا لم نورده، وكذلك الجواب عنه ـ
فأجاب : الحمد لله، إنّ مَن لم يعتقد وجوب الصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصيام شهر
رمضان، وحج البيت العتيق، ولا يحرّم ما حرّم اللهُ ورسولُه من الفواحش، والظلم،
والشرك، والإفك: فهو كافر مرتدّ يُستتاب، فإن تاب وإلاّ قُتل باتفاق أئمّة المسلمين،
.ولا يُغني عنه التكلم بالشهادتين
وإن قال: أنا أقر بوجوب ذلك علي، وأعلم أنّه فرض، وأنّ من تركه كان مستحقّا لذم الله وعقابه، لكني لا أفعل ذلك: فهذا أيضا مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة باتفاق المسلمين، ويجب أن يصلي الصلوات
الخمس باتفاق العلماء، وأكثر العلماء يقولون: يؤمر بالصلاة، فإن لم يُصلّ وإلاّ قُتل. فإذا أصرّ
على الجحود حتى قُتل كان كافرًا باتفاق الأئمّة، لا يغسل، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في
.مقابر المسلمين
ومن قال: إنّ كل من تكلم بالشهادتين، ولم يؤدّ الفرائض، ولم يجتنب المحارم: يدخل الجنة،
.ولا يعذب أحد منهم بالنار: فهو كافر مرتد، يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلاّ قُتل
:بل الذين يتكلمون بالشهادتين: أصناف.. منهم منافقون في الدرك الأسفل من النار، كما قال تعالى
إنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرا إلاّ الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله}
وأخلصوا دينهم لله، فأولئك مع المؤمنين} الآية، وقال تعالى: {إنّ المنافقين يُخادعون اللهَ وهو خادعهم، وإذا :قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى} الآية. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان"
قام فنق أربعًا لا يذكر الله فيها إلاّ قليلا" فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الذي يؤخّر الصلاة وينقرها منافق. فكيف بمن لا يصلي؟!! وقد قال تعالى: {فويلٌ للمُصلّين. الذين هُم عنْ صلاتهم ساهون. الذين هم يُراؤن} قال العلماء: "الساهون عنها" الذين يؤخرونها عن وقتها، والذين يفرّطون في واجباتها. فإذا كان هؤلاء المصلون الويل لهم، فكيف بمن لا يصلي؟
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنّه يعرف أمّته بأنهم غرّ مُحجّلون من آثار الوضوء" وإنما تكون الغرّة والتحجيل لمن توضّأ وصلّى، فابيضّ وجهه بالوضوء، وابيضّت يداه ورجلاه بالوضوء، فصلى أغرّا محجّلا. فمن لم يتوضأ ولم يصلّ لم يكن أغرًّا ولا محجّلا، فلا يكون عليه سيما المسلمين التي هي الرنك للنبي صلى الله عليه وسلم، مثل الرنك الذي يعرف به المقدم أصحابه، ولا يكن
.هذا من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم
وثبت في الصحيح "أنّ النار تأكل من ابن آدم كل شيء إلاّ آثار السجود" فمن لم يكن من أهل السجود للواحد المعبود، الغفور الودود، ذو العرش المجيد: أكلته النار. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه قال: "ليس بين العبد وبين الشرك إلاّ ترك الصلاة" وقال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" وقال: "أول ما يُحاسب عليه العبد من عمله: الصلاة". اهـ
107-105/35ـ مجموع الفتاوى جـ
تمّت بحمد الله
الركن الثالث الزكاة
الركن الثالث
الزكاة
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفها
.جعل الله دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث درجات: إسلام، ثم إيمان، ثم إحسان
وجعل الإسلام مبنيا على أركان خمسة، ومن آكدها الصلاة، وهي خمسة فروض، وقرن معها الزكاة،
فمن آكد العبادات الصلاة، وتليها الزكاة، ففي الصلاة عبادته، وفي الزكاة الإحسان إلى خلقه، فكرر
.فرض الصلاة في القرآن في غير آية، ولم يذكرها إلاّ قرن معها الزكاة
:من ذلك قوله تعالى
وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
:وقال
فإنْ تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاةَ فإخوانكم في الدين
:وقال
وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا اللهَ مُخلصين له الدّين حُنفاء، ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة وذلك دينُ القيِّمة
ولما بعث رسول الله صلى عليه وآله وسلم مُعاذا إلى اليمن، قال له: "إنّك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن
أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله، فإنْ هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أنّ الله قد
افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنياءهم، فتُردّ على فقراءهم، فإنْ هم أطاعوك لذلك، فخذ منهم وتوقّ
(كرائم أموالهم، واتّق دعوة المظلوم فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب". (من حديث رواه الجماعة
لقد سمّى الله الزكاة صدقة، وزكاة. ولفظ الزكاة في اللغة يدل على النمو، والزرع. يقال فيه: زكا، إذا
:نما، ولا ينمُ إلاّ إذا خلص من الدغل. فلهذا كانت هي اللفظة في الشريعة تدل على الطهارة
.(قد أفلح من زكّاها) (قد أفلح من تزكّى)
.نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو، يطهر ويزيد في المعنى
.والزكاة إسم لما يخرجه الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء
الترغيب في أدائها
:قال الله تعالى
خُذ من أموالهم صَدَقة تُطهّرُهم وتُزكِّيهم بها
أي خذ ـ أيها الرسول ـ من أموال المؤمنين صدقة معينة كالزكاة المفروضة، أو غير معينة، وهي
التطوع " تطهرهم وتزكيهم بها" أي تطهرهم بها من دنس البخل والطمع، والدناءة والقسوة على الفقراء
.والبائسين
:وقال الله تعالى
إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ ءاخذينَ ما ءاتاهُم ربُّهم إنّهم كانوا قبْل ذلك مُحسنين، كانوا قليلاً من اللّيل مايهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حقٌّ للسائل والمحروم
:وقال الله تعالى
والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهم أولياءُ بعض يأمرونَ بالمعروفِ وينهوْنَ عن المنكر ويُقيمونَ الصّلاة
ويُؤتونَ الزّكاة ويُطيعونَ اللهَ ورسولَهُ أولئك سَيرْحمُهم اللهُ
أي إنّ الجماعة التي يباركها الله، ويشملها برحمته، هي الجماعة التي يتولى بعضها بعض بالنصر
والحب، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتصل ما بينها وبين الله بالصلاة وتقوي صِلاتها ببعضها
.بإيتاء الزكاة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدِّثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مال من
صدقة، ولا ظُلم عبدٌ مظلمة فصبر عليها، إلاّ زاده الله بها عزّا، ولا فتح عبدٌ باب مسألة، إلاّ فتح الله
عليه باب فقر". رواه الترمذي
الترهيب من منعها
:قال الله تعالى
والذين يكنزون الذهبَ والفضّة ولا يُنفِقونها في سبيلِ الله فبَشِّرهُم بعذابٍ أليم، يومَ يُحْمى عليها في نارِ
جهنّمَ فتُكْوى بها جِباهُهُم وجُنوبُهُم وظُهورُهُم هذا ما كَنَزْتُم لأنفُسِكُم فذُوقوا ما كُنتم تكنزون
روى الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَن أتاهُ اللهُ مالاً فلَمْ يؤدِّ زكاته
مثل له يوم القيامة شجاعًا* أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلِهْزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم
.{يقول أنا كنزك، أنا مالك. ثم تلا هذه الآية: {ولا يَحسبنّ الذين يَبْخلونَ بما آتاهُمُ الله مِن فضله
.الشجاع: الذكر من الحيات*
وروى ابن ماجة، والبزار، والبيهقي ـ واللفظ له ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "يا معشر المهاجرين خصال خمس، إن ابتُليتم بهنّ ونزلن بكم أعوذ
بالله أن تُدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم يُنقصوا الميزان إلاّ أُخِذوا بالسنين وشدّة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم
إلاّ مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم يُنقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلّط عليهم
."عدوّ من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله إلاّ جُعل بأسهم بينهم
.مَن انكر وجوب الزكاة خرج عن الإسلام، وقُتِل كفرًا، إلاّ أن يكون حديث عهد بالإسلام، فيعذر لجهله
أمّا من امتنع عن أدائها ـ مع اعتقاده وجوبها ـ فإنّه يأثم بامتناعه دون أن يخرجه ذلك من الإسلام،
.وعلى الحاكم أن يأخذها منه قهرًا ويعزِّره، وعند أحمد والشافعي: يأخذها منه ونصف ماله عقوبة له
على من تجب؟
.تجب الزكاة على المسلم الحر المالك للنصاب، من أي نوع من أنواع المال الذي تجب فيه الزكاة
ويشترط في النصاب أن يكون فاضلاً عن الحاجات الضرورية التي لا غنى للمرء عنها، كالمطعم،
.والملبس، والمسكن، والمركب، وآلات الحرفة
كما يشترط فيه أن يحول عليه الحول ـ أي سنة كاملة ـ ويعتبر ابتداؤه من يوم ملك النصاب، ولا بد
.من كماله في الحول كله. فلو نقص أثناء الحول ثم كمل اعتُبر ابتداء الحول من يوم كماله
:أما زكاة الزروع والثمار فإنها تجب يوم الحصاد. قال الله تعالى في سورة الأنعام
وءاتوا حقَّهُ يومَ حصادِه
يشترط لصحة الزكاة النيّة، لأنها عبادة، وذلك أن يقصد المزكّي عند أدائها وجه الله، ويطلب بها ثوابه
ويجزم بقلبه أنها الزكاة المفروضة عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال
."بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
أداؤها وقت الوجوب
يجب إخراج الزكاة فورًا عند وجوبها، ويحرم تأخيرأدائها عن وقت الوجوب، إلاّ إذا لم يتمكّن من
.أدائها فيجوز له التأخير حتى يتمكّن. فإن أخّر إخراجها فتلف المال لم تسقط عنه الزكاة
الأموال التي تجب فيها الزكاة
أوجب الإسلام الزكاة في الذهب، والفضة، والزروع والثمار، وعروض التجارة، والسوائم، وهي
.الراعية، والمعدن، والركاز، وهو الكنز المدفون في الجاهلية
.ويرجع للتفصيل إلى كتب الفقه
مصارف الزكاة
:مصارف الزكاة ثمانية أصناف، حصرها الله تعالى في قوله في سورة التوبة
إنّما الصّدقاتُ للفُقراءِ والمساكينَ والعامِلينَ عليها والمُؤلّفةِ قُلوبُهم وفي الرِّقابِ والغارمينَ وفي سبيل
اللهِ وابن السبيلِ فريضةً من اللهِ واللهُ عليمٌ حكيم
:وهذا هو بيان الأصناف الثمانية المذكورة في الآية
ـ الفقراء والمساكين: وهم المحتاجون الذين لا يجدون كفايتهم، ويقابلهم الأغنياء المكفيون
ما يحتاجون إليه والقدر الذي يصير به الإنسان غنيًا، هو قدر النصاب الزائد عن الحاجة الأصلية
له ولأولاده، من أكل،وشرب، وملبس، ومسكن.. إلخ. فيُعطى من الصدقة، القدر الذي يُخرجه من
.الفقر إلى الغنى
والفقراء أشد حاجة من المساكين، فالمساكين هم الذين يجدون ما يقع موقعًا من كفايتهم ولا يجدون
تمام الكفاية. ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعاذ من الفقر وقال: "اللهم أحيني مسكينًا واحشرني
.في زمرة المساكين" رواه الترمذي
ـ العاملون على الزكاة: وهم الذين يوليهم الإمام أو نائبه، العمل على جمعها من الأغنياء، وهم الجباة،
.ويدخل فيهم الحفظة لها، والرعاة للأنعام منها، والكتبة لديوانها، ويجب أن يكونوا من المسلمين
ـ والمؤلّفة قلوبهم: وهم الجماعة الذين يراد تأليف قلوبهم وجمعها على الإسلام أو تثبيتها عليه، لضعف
.إسلامهم، أو كفّ شرّهم عن المسلمين، أو جلب نفعهم في الدفاع عنهم
.وهم ضربان: كفار ومسلمون
ـ وفي الرقاب: وهم المكاتبون والأرقّاء، فيعان المكاتبون بمال الصدقة لفكّ رقابهم من الرِّق، ويشتري
.به العبيد ويعتقون
.ـ والغارمون: وهم المدينون
.وهم ضربان: ضرب غرم لمصلحة نفسه في مباح، فيعطى من الصدقة ما يقضي غرمه
.والثاني: غرم لإصلاح ذات البين، كمن يتحمّل دية أو مالاً لتسكين فتنة، وإصلاح بين طائفتين
ـ في سبيل الله، وهم الغزاة الذين ليس لهم مرتب من الدولة، يُعطون قدر ما يحتاجون إليه لغزوهم
.من نفقة طريقهم وإقامتهم وثمن السلاح
.ـ وابن السبيل: وهو المسافر المنقطع عن بلده وإن كان ذا يسار في بلده
.فهؤلاء هم أهل الزكاة لا يجوز دفعها إلى غيرهم
من لا يجوز دفع الزكاة إليه
لا تحل الصدقة لغني ولا لقوي مكتسب، ولا تحل لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم بنو هاشم
ومواليهم، ولا يجوز دفعها إلى الوالدين وإن علوا، ولا إلى الولد وإن سفل، ولا من تلزمه مؤنته
.كالزوجة والعبد والقريب، لأنّ نفقتهم عليه واجبة
.ولا يجوز دفعها إلى كافر لغير تأليف
زكاة الفطر
.أي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان
.وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد
.شرعت لتكون طهرة للصائم، مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث
روى أبو داود، وابن ماجة، والدارقطني، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرة للصائم من اللغو، والرفث، وطُعمة للمساكين، مَنْ
.أدّاها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات
على من تجب؟
.تجب على الحر المسلم، المالك لمقدار صاع، يزيد عن قوته وقوت عياله، يومًا وليلة
..وتجب عليه، عن نفسه، وعمّن تلزمه نفقته، كزوجته، وأبنائه
:قدرها
الواجب في صدقة الفطر صاع* من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو نحو ذلك
.مما يعتبر قوتًا
.وجوّز أبو حنيفة رحمه الله إخراج القيمة
.الصاع أربعة أمداد، والمد حفنة بكفّي الرجل المعتدل الكفّين، ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحين*
:تعجيلها عن وقت الوجوب
جمهور الفقهاء على أنه يجوز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، واختلفوا فيما زاد
على ذلك. فعند أبي حنيفة، يجوز تقديمها على شهر رمضان. وقال الشافعي: يجوز التقديم من
.أول الشهر. وقال مالك ومشهور مذهب أحمد: يجوز تقديمها يومًا أو يومين
:مصرفها
:مصرف زكاة الفطر، مصرف الزكاة، أي أنها توزع على الأصناف الثمانية المذكورة في آية
إنّما الصّدقاتُ لِلفُقراء
: المصادر
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
الزكاة
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفها
.جعل الله دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث درجات: إسلام، ثم إيمان، ثم إحسان
وجعل الإسلام مبنيا على أركان خمسة، ومن آكدها الصلاة، وهي خمسة فروض، وقرن معها الزكاة،
فمن آكد العبادات الصلاة، وتليها الزكاة، ففي الصلاة عبادته، وفي الزكاة الإحسان إلى خلقه، فكرر
.فرض الصلاة في القرآن في غير آية، ولم يذكرها إلاّ قرن معها الزكاة
:من ذلك قوله تعالى
وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة
:وقال
فإنْ تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاةَ فإخوانكم في الدين
:وقال
وما أُمِروا إلاّ ليعبدوا اللهَ مُخلصين له الدّين حُنفاء، ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة وذلك دينُ القيِّمة
ولما بعث رسول الله صلى عليه وآله وسلم مُعاذا إلى اليمن، قال له: "إنّك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن
أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله، فإنْ هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أنّ الله قد
افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنياءهم، فتُردّ على فقراءهم، فإنْ هم أطاعوك لذلك، فخذ منهم وتوقّ
(كرائم أموالهم، واتّق دعوة المظلوم فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب". (من حديث رواه الجماعة
لقد سمّى الله الزكاة صدقة، وزكاة. ولفظ الزكاة في اللغة يدل على النمو، والزرع. يقال فيه: زكا، إذا
:نما، ولا ينمُ إلاّ إذا خلص من الدغل. فلهذا كانت هي اللفظة في الشريعة تدل على الطهارة
.(قد أفلح من زكّاها) (قد أفلح من تزكّى)
.نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو، يطهر ويزيد في المعنى
.والزكاة إسم لما يخرجه الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء
الترغيب في أدائها
:قال الله تعالى
خُذ من أموالهم صَدَقة تُطهّرُهم وتُزكِّيهم بها
أي خذ ـ أيها الرسول ـ من أموال المؤمنين صدقة معينة كالزكاة المفروضة، أو غير معينة، وهي
التطوع " تطهرهم وتزكيهم بها" أي تطهرهم بها من دنس البخل والطمع، والدناءة والقسوة على الفقراء
.والبائسين
:وقال الله تعالى
إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ ءاخذينَ ما ءاتاهُم ربُّهم إنّهم كانوا قبْل ذلك مُحسنين، كانوا قليلاً من اللّيل مايهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حقٌّ للسائل والمحروم
:وقال الله تعالى
والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهم أولياءُ بعض يأمرونَ بالمعروفِ وينهوْنَ عن المنكر ويُقيمونَ الصّلاة
ويُؤتونَ الزّكاة ويُطيعونَ اللهَ ورسولَهُ أولئك سَيرْحمُهم اللهُ
أي إنّ الجماعة التي يباركها الله، ويشملها برحمته، هي الجماعة التي يتولى بعضها بعض بالنصر
والحب، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتصل ما بينها وبين الله بالصلاة وتقوي صِلاتها ببعضها
.بإيتاء الزكاة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدِّثكم حديثًا فاحفظوه: ما نقص مال من
صدقة، ولا ظُلم عبدٌ مظلمة فصبر عليها، إلاّ زاده الله بها عزّا، ولا فتح عبدٌ باب مسألة، إلاّ فتح الله
عليه باب فقر". رواه الترمذي
الترهيب من منعها
:قال الله تعالى
والذين يكنزون الذهبَ والفضّة ولا يُنفِقونها في سبيلِ الله فبَشِّرهُم بعذابٍ أليم، يومَ يُحْمى عليها في نارِ
جهنّمَ فتُكْوى بها جِباهُهُم وجُنوبُهُم وظُهورُهُم هذا ما كَنَزْتُم لأنفُسِكُم فذُوقوا ما كُنتم تكنزون
روى الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَن أتاهُ اللهُ مالاً فلَمْ يؤدِّ زكاته
مثل له يوم القيامة شجاعًا* أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلِهْزمتيه ـ يعني شدقيه ـ ثم
.{يقول أنا كنزك، أنا مالك. ثم تلا هذه الآية: {ولا يَحسبنّ الذين يَبْخلونَ بما آتاهُمُ الله مِن فضله
.الشجاع: الذكر من الحيات*
وروى ابن ماجة، والبزار، والبيهقي ـ واللفظ له ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "يا معشر المهاجرين خصال خمس، إن ابتُليتم بهنّ ونزلن بكم أعوذ
بالله أن تُدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها إلاّ فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم يُنقصوا الميزان إلاّ أُخِذوا بالسنين وشدّة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم
إلاّ مُنِعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم يُنقضوا عهد الله وعهد رسوله إلاّ سلّط عليهم
."عدوّ من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب الله إلاّ جُعل بأسهم بينهم
.مَن انكر وجوب الزكاة خرج عن الإسلام، وقُتِل كفرًا، إلاّ أن يكون حديث عهد بالإسلام، فيعذر لجهله
أمّا من امتنع عن أدائها ـ مع اعتقاده وجوبها ـ فإنّه يأثم بامتناعه دون أن يخرجه ذلك من الإسلام،
.وعلى الحاكم أن يأخذها منه قهرًا ويعزِّره، وعند أحمد والشافعي: يأخذها منه ونصف ماله عقوبة له
على من تجب؟
.تجب الزكاة على المسلم الحر المالك للنصاب، من أي نوع من أنواع المال الذي تجب فيه الزكاة
ويشترط في النصاب أن يكون فاضلاً عن الحاجات الضرورية التي لا غنى للمرء عنها، كالمطعم،
.والملبس، والمسكن، والمركب، وآلات الحرفة
كما يشترط فيه أن يحول عليه الحول ـ أي سنة كاملة ـ ويعتبر ابتداؤه من يوم ملك النصاب، ولا بد
.من كماله في الحول كله. فلو نقص أثناء الحول ثم كمل اعتُبر ابتداء الحول من يوم كماله
:أما زكاة الزروع والثمار فإنها تجب يوم الحصاد. قال الله تعالى في سورة الأنعام
وءاتوا حقَّهُ يومَ حصادِه
يشترط لصحة الزكاة النيّة، لأنها عبادة، وذلك أن يقصد المزكّي عند أدائها وجه الله، ويطلب بها ثوابه
ويجزم بقلبه أنها الزكاة المفروضة عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الأعمال
."بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
أداؤها وقت الوجوب
يجب إخراج الزكاة فورًا عند وجوبها، ويحرم تأخيرأدائها عن وقت الوجوب، إلاّ إذا لم يتمكّن من
.أدائها فيجوز له التأخير حتى يتمكّن. فإن أخّر إخراجها فتلف المال لم تسقط عنه الزكاة
الأموال التي تجب فيها الزكاة
أوجب الإسلام الزكاة في الذهب، والفضة، والزروع والثمار، وعروض التجارة، والسوائم، وهي
.الراعية، والمعدن، والركاز، وهو الكنز المدفون في الجاهلية
.ويرجع للتفصيل إلى كتب الفقه
مصارف الزكاة
:مصارف الزكاة ثمانية أصناف، حصرها الله تعالى في قوله في سورة التوبة
إنّما الصّدقاتُ للفُقراءِ والمساكينَ والعامِلينَ عليها والمُؤلّفةِ قُلوبُهم وفي الرِّقابِ والغارمينَ وفي سبيل
اللهِ وابن السبيلِ فريضةً من اللهِ واللهُ عليمٌ حكيم
:وهذا هو بيان الأصناف الثمانية المذكورة في الآية
ـ الفقراء والمساكين: وهم المحتاجون الذين لا يجدون كفايتهم، ويقابلهم الأغنياء المكفيون
ما يحتاجون إليه والقدر الذي يصير به الإنسان غنيًا، هو قدر النصاب الزائد عن الحاجة الأصلية
له ولأولاده، من أكل،وشرب، وملبس، ومسكن.. إلخ. فيُعطى من الصدقة، القدر الذي يُخرجه من
.الفقر إلى الغنى
والفقراء أشد حاجة من المساكين، فالمساكين هم الذين يجدون ما يقع موقعًا من كفايتهم ولا يجدون
تمام الكفاية. ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعاذ من الفقر وقال: "اللهم أحيني مسكينًا واحشرني
.في زمرة المساكين" رواه الترمذي
ـ العاملون على الزكاة: وهم الذين يوليهم الإمام أو نائبه، العمل على جمعها من الأغنياء، وهم الجباة،
.ويدخل فيهم الحفظة لها، والرعاة للأنعام منها، والكتبة لديوانها، ويجب أن يكونوا من المسلمين
ـ والمؤلّفة قلوبهم: وهم الجماعة الذين يراد تأليف قلوبهم وجمعها على الإسلام أو تثبيتها عليه، لضعف
.إسلامهم، أو كفّ شرّهم عن المسلمين، أو جلب نفعهم في الدفاع عنهم
.وهم ضربان: كفار ومسلمون
ـ وفي الرقاب: وهم المكاتبون والأرقّاء، فيعان المكاتبون بمال الصدقة لفكّ رقابهم من الرِّق، ويشتري
.به العبيد ويعتقون
.ـ والغارمون: وهم المدينون
.وهم ضربان: ضرب غرم لمصلحة نفسه في مباح، فيعطى من الصدقة ما يقضي غرمه
.والثاني: غرم لإصلاح ذات البين، كمن يتحمّل دية أو مالاً لتسكين فتنة، وإصلاح بين طائفتين
ـ في سبيل الله، وهم الغزاة الذين ليس لهم مرتب من الدولة، يُعطون قدر ما يحتاجون إليه لغزوهم
.من نفقة طريقهم وإقامتهم وثمن السلاح
.ـ وابن السبيل: وهو المسافر المنقطع عن بلده وإن كان ذا يسار في بلده
.فهؤلاء هم أهل الزكاة لا يجوز دفعها إلى غيرهم
من لا يجوز دفع الزكاة إليه
لا تحل الصدقة لغني ولا لقوي مكتسب، ولا تحل لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم بنو هاشم
ومواليهم، ولا يجوز دفعها إلى الوالدين وإن علوا، ولا إلى الولد وإن سفل، ولا من تلزمه مؤنته
.كالزوجة والعبد والقريب، لأنّ نفقتهم عليه واجبة
.ولا يجوز دفعها إلى كافر لغير تأليف
زكاة الفطر
.أي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان
.وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد
.شرعت لتكون طهرة للصائم، مما عسى أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث
روى أبو داود، وابن ماجة، والدارقطني، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرة للصائم من اللغو، والرفث، وطُعمة للمساكين، مَنْ
.أدّاها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات
على من تجب؟
.تجب على الحر المسلم، المالك لمقدار صاع، يزيد عن قوته وقوت عياله، يومًا وليلة
..وتجب عليه، عن نفسه، وعمّن تلزمه نفقته، كزوجته، وأبنائه
:قدرها
الواجب في صدقة الفطر صاع* من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو نحو ذلك
.مما يعتبر قوتًا
.وجوّز أبو حنيفة رحمه الله إخراج القيمة
.الصاع أربعة أمداد، والمد حفنة بكفّي الرجل المعتدل الكفّين، ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحين*
:تعجيلها عن وقت الوجوب
جمهور الفقهاء على أنه يجوز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، واختلفوا فيما زاد
على ذلك. فعند أبي حنيفة، يجوز تقديمها على شهر رمضان. وقال الشافعي: يجوز التقديم من
.أول الشهر. وقال مالك ومشهور مذهب أحمد: يجوز تقديمها يومًا أو يومين
:مصرفها
:مصرف زكاة الفطر، مصرف الزكاة، أي أنها توزع على الأصناف الثمانية المذكورة في آية
إنّما الصّدقاتُ لِلفُقراء
: المصادر
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
الركن الرابع صيام رمضان
الركن الرابع
صيام رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الصيام وفضله
.الصيام في اللغة هو الإمساك، وشرعا هو الإمساك عن المفطرات، من طلوع الشمس إلى غروبها
.والصيام قسمان: فرض وتطوع. ويدخل في الفرض صوم رمضان، وصوم الكفّارات والنذر
:وردت أحاديث عدة في فضل الصيام بصفة عامة، منها
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قال الله عزّ وجلّ: (كل عمل
ابن آدم له إلاّ الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به) والصيام جنّة، فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث ولا
يصخب ولا يجهل، فإنْ شاتَمه أحد أو قاتله فليقلْ: إني صائم، مرّتين، والذي نفس محمد بيده لَخلوف فم
الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره،
.وإذا لقي ربّه فرح بصومه" رواه أحمد ومسلم والنسائي
.جنة: أي مانع من المعاصي*
.الخلوف: تغير رائحة الفم بسبب الصوم*
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الصيام والقرآن
يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعتُه الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه، ويقول
.القرآن: منعته النوم بالليل، فشفّعني فيه، فيُشفعان" رواه أحمد
صوم رمضان
:صوم رمضان واجب بالكتاب والسنّة والإجماع. قال الله تعالى في سورة البقرة
يأيُّها الذين ءامنوا كُتِب عليكمُ الصِّيام كما كُتِب على الذين مِن قبْلكم لعلّكم تتّقون
:وقال تعالى
شهرُ رمضانَ الذي أُنزل فيه القرءانُ هُدًى للنّاس وبيِّناتٍ مِن الهُدى والفُرقان فمَن شَهِدَ منكُمُ
الشّهرَ فلْيَصُمْه
."ومن السنة حديث "بُني الإسلام على خمس
وأجمعت الأمّة على وجوب صوم رمضان، وهو من المعلوم من الدين بالضرورة، وأنّ من أنكره كافر
مرتدّ عن الإسلام، وأما من تركه مع إقراره بوجوبه، فقد اختلف العلماء في كفره، قال ابن تيمية رحمه
الله: من الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانًا ثابتا في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام
والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدِّي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته،
.(فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلاّ مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح. اهـ (مـ. الفتاوى
على مَن يجب
يجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل، قادر على الصوم، مقيم، والمرأة يجب أن تكون طاهرة
.من الحيض والنِّفاس
فلا صيام على كافر، ولا مجنون، ولا صبي، ولا مريض، ولا مسافر، ولا حائض، ولا نفساء، ولا شيخ
.كبير، ولا حامل ولا مرضع إذا خافتا على انفسهما وأولادهما
.ويؤمر به الصبي إذا أطاقه
الشيخ الكبير والمرأة العجوز، والمريض الذي لا يرجى برؤه، لا قضاء عليهم، بل يطعمون عن كل
:يوم مسكينًا، لقوله تعالى في سورة البقرة
وعلى الذين يُطيقونَهُ فِدْيةٌ طعامُ مسكين
:المسافر والمريض الذي يرجى برؤه، يباح لهما الفطر، ويجب عليهما القضاء، لقوله تعالى
فمَن كان منْكم مريضًا أو على سفرٍ فعِدّة مِن أيامٍ أُخر
.الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإنْ صامتا لم يجزئهما
الحامل والمرضع اختلف العلماء فيهما، فالبعض يرى أنّ عليهما الفدية، أي إطعام مسكين مكان كل
.يوم ولا قضاء عليهما. وبعضهم يرى القضاء لا غير
بِمَ يجب
يجب برؤية هلال رمضان، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق
.عليه. كما يجب بكمال شعبان ثلاثين يومًا. وإن رأى الهلال وحده صام، فإن كان عدْلاً صام الناس بقوله
أركان الصوم
:للصيام ركنان
:ـ الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لقوله تعالى
وكُلوا واشربوا حتّى يَتبيّن لكُمُ الخَيْطُ الأبيضُ مِنَ الخيطِ الأسْودِ مِنَ الفجْر ثمّ أتِمّوا الصّيام إلى الليل
.والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل
.وإن أكل أو شرب ناسيًا فليس عليه شيء، وعليه ان يواصل صيامه
:ـ النيّة، لقول الله تعالى
وما أُمِروا إلاّ لِيعبدوا اللهَ مُخلصين له الدِّينَ حُنفاء
."ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكل امرئ ما نوى
.ولابد أن تكون قبل الفجر، ولا يشترط التلفّظ بها
مبطلات الصيام
.ما يبطل الصيام قسمان: ما يبطله ويوجب القضاء، وما يبطله ويوجب القضاء والكفّارة
:فأما ما يبطله ويوجب القضاء فقط فهو
.ـ الأكل والشرب عمدًا، فإن أكل أو شرب ناسيًا أو مخطئا أو مُكْرَهًا، فلا شيء عليه
.ـ القيء عمدًا، فإن غلبه القيء فلا شيء عليه
.ـ الحيض والنفاس، ولو في اللحظة الأخيرة قبل غروب الشمس
.ـ الإستمناء، أي تعمّد إخراج المني بأي سبب من الأسباب
.ـ تناول ما لا يتغذّى به، من المنفذ المعتاد إلى الجوف
.ـ ومن نوى الفطر وهو صائم بطل صومه
ـ إذا أكل، أو شرب، أو جامع، ظانّا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر، فظهر خلاف ذلك: فعليه
. القضاء، عند جمهور العلماء
. وذهب آخرون إلى أنّ صومه صحيح
.وأمّا ما يبطل الصيام، ويوجب القضاء، والكفّارة، فهو الجِماع
.والمرأة والرجل سواء في وجوب الكفّارة، فأما إذا كانت المرأة مكرهة، وجبت الكفّارة عليه دونها
.فإذا وقع الجماع نسيانًا، او لم يكونا مختارين، بأن أكرها عليه، فلا كفارة عليهما
:والكفّارة تكون على الترتيب التالي
عتق رقبة، فإن عجز عنه صام شهرين متتابعين، فإن عجز عنه أطعم ستِّين مسكينًا من أوسط ما يطعم
.منه أهله
مباحات الصيام
:يباح في الصيام ما يأتي
.ـ نزول الماء والإنغماس فيه
.ـ الإكتحال، والقطرة ونحوهما ممّا يدخل العين
.ـ القُبْلة، لمن قدر على ضبط نفسه
.ـ الحقنة، لأنها تصل إلى الجوف من غير المنفذ المعتاد
.ـ الحجامة، وهي أخذ الدم من الرأس
.ـ المضمضة والإستنشاق، بدون المبالغة في ذلك
...ـ وكذا يباح للصائم ما لا يمكن الإحتراز منه: كبلع الريق، والغبار، وغربلة الدقيق، والنخامة
.ـ كما يباح التطيب بالعطور، وشم الروائح الطيبة، والبخور
.ـ ويباح للصائم أن يأكل، ويشرب، ويجامع، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر أمسك
.ـ ويباح للصائم أن يصبح جُنُبًا
قضاء رمضان
.القضاء مثل الأداء، أي أنّ من ترك أيامًا يقضيها دون أن يزيد عليها، ولا يلزم فيه التتابع
.وقضاء رمضان لا يجب على الفور، وكذلك الكفّارة، بل يجب وجوبًا موسعًا في أي وقت
: ( المصادر(بتصرف
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
صيام رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف الصيام وفضله
.الصيام في اللغة هو الإمساك، وشرعا هو الإمساك عن المفطرات، من طلوع الشمس إلى غروبها
.والصيام قسمان: فرض وتطوع. ويدخل في الفرض صوم رمضان، وصوم الكفّارات والنذر
:وردت أحاديث عدة في فضل الصيام بصفة عامة، منها
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قال الله عزّ وجلّ: (كل عمل
ابن آدم له إلاّ الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به) والصيام جنّة، فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرفث ولا
يصخب ولا يجهل، فإنْ شاتَمه أحد أو قاتله فليقلْ: إني صائم، مرّتين، والذي نفس محمد بيده لَخلوف فم
الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره،
.وإذا لقي ربّه فرح بصومه" رواه أحمد ومسلم والنسائي
.جنة: أي مانع من المعاصي*
.الخلوف: تغير رائحة الفم بسبب الصوم*
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الصيام والقرآن
يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعتُه الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه، ويقول
.القرآن: منعته النوم بالليل، فشفّعني فيه، فيُشفعان" رواه أحمد
صوم رمضان
:صوم رمضان واجب بالكتاب والسنّة والإجماع. قال الله تعالى في سورة البقرة
يأيُّها الذين ءامنوا كُتِب عليكمُ الصِّيام كما كُتِب على الذين مِن قبْلكم لعلّكم تتّقون
:وقال تعالى
شهرُ رمضانَ الذي أُنزل فيه القرءانُ هُدًى للنّاس وبيِّناتٍ مِن الهُدى والفُرقان فمَن شَهِدَ منكُمُ
الشّهرَ فلْيَصُمْه
."ومن السنة حديث "بُني الإسلام على خمس
وأجمعت الأمّة على وجوب صوم رمضان، وهو من المعلوم من الدين بالضرورة، وأنّ من أنكره كافر
مرتدّ عن الإسلام، وأما من تركه مع إقراره بوجوبه، فقد اختلف العلماء في كفره، قال ابن تيمية رحمه
الله: من الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانًا ثابتا في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام
والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدِّي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته،
.(فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلاّ مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح. اهـ (مـ. الفتاوى
على مَن يجب
يجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل، قادر على الصوم، مقيم، والمرأة يجب أن تكون طاهرة
.من الحيض والنِّفاس
فلا صيام على كافر، ولا مجنون، ولا صبي، ولا مريض، ولا مسافر، ولا حائض، ولا نفساء، ولا شيخ
.كبير، ولا حامل ولا مرضع إذا خافتا على انفسهما وأولادهما
.ويؤمر به الصبي إذا أطاقه
الشيخ الكبير والمرأة العجوز، والمريض الذي لا يرجى برؤه، لا قضاء عليهم، بل يطعمون عن كل
:يوم مسكينًا، لقوله تعالى في سورة البقرة
وعلى الذين يُطيقونَهُ فِدْيةٌ طعامُ مسكين
:المسافر والمريض الذي يرجى برؤه، يباح لهما الفطر، ويجب عليهما القضاء، لقوله تعالى
فمَن كان منْكم مريضًا أو على سفرٍ فعِدّة مِن أيامٍ أُخر
.الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإنْ صامتا لم يجزئهما
الحامل والمرضع اختلف العلماء فيهما، فالبعض يرى أنّ عليهما الفدية، أي إطعام مسكين مكان كل
.يوم ولا قضاء عليهما. وبعضهم يرى القضاء لا غير
بِمَ يجب
يجب برؤية هلال رمضان، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق
.عليه. كما يجب بكمال شعبان ثلاثين يومًا. وإن رأى الهلال وحده صام، فإن كان عدْلاً صام الناس بقوله
أركان الصوم
:للصيام ركنان
:ـ الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لقوله تعالى
وكُلوا واشربوا حتّى يَتبيّن لكُمُ الخَيْطُ الأبيضُ مِنَ الخيطِ الأسْودِ مِنَ الفجْر ثمّ أتِمّوا الصّيام إلى الليل
.والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل
.وإن أكل أو شرب ناسيًا فليس عليه شيء، وعليه ان يواصل صيامه
:ـ النيّة، لقول الله تعالى
وما أُمِروا إلاّ لِيعبدوا اللهَ مُخلصين له الدِّينَ حُنفاء
."ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لكل امرئ ما نوى
.ولابد أن تكون قبل الفجر، ولا يشترط التلفّظ بها
مبطلات الصيام
.ما يبطل الصيام قسمان: ما يبطله ويوجب القضاء، وما يبطله ويوجب القضاء والكفّارة
:فأما ما يبطله ويوجب القضاء فقط فهو
.ـ الأكل والشرب عمدًا، فإن أكل أو شرب ناسيًا أو مخطئا أو مُكْرَهًا، فلا شيء عليه
.ـ القيء عمدًا، فإن غلبه القيء فلا شيء عليه
.ـ الحيض والنفاس، ولو في اللحظة الأخيرة قبل غروب الشمس
.ـ الإستمناء، أي تعمّد إخراج المني بأي سبب من الأسباب
.ـ تناول ما لا يتغذّى به، من المنفذ المعتاد إلى الجوف
.ـ ومن نوى الفطر وهو صائم بطل صومه
ـ إذا أكل، أو شرب، أو جامع، ظانّا غروب الشمس أو عدم طلوع الفجر، فظهر خلاف ذلك: فعليه
. القضاء، عند جمهور العلماء
. وذهب آخرون إلى أنّ صومه صحيح
.وأمّا ما يبطل الصيام، ويوجب القضاء، والكفّارة، فهو الجِماع
.والمرأة والرجل سواء في وجوب الكفّارة، فأما إذا كانت المرأة مكرهة، وجبت الكفّارة عليه دونها
.فإذا وقع الجماع نسيانًا، او لم يكونا مختارين، بأن أكرها عليه، فلا كفارة عليهما
:والكفّارة تكون على الترتيب التالي
عتق رقبة، فإن عجز عنه صام شهرين متتابعين، فإن عجز عنه أطعم ستِّين مسكينًا من أوسط ما يطعم
.منه أهله
مباحات الصيام
:يباح في الصيام ما يأتي
.ـ نزول الماء والإنغماس فيه
.ـ الإكتحال، والقطرة ونحوهما ممّا يدخل العين
.ـ القُبْلة، لمن قدر على ضبط نفسه
.ـ الحقنة، لأنها تصل إلى الجوف من غير المنفذ المعتاد
.ـ الحجامة، وهي أخذ الدم من الرأس
.ـ المضمضة والإستنشاق، بدون المبالغة في ذلك
...ـ وكذا يباح للصائم ما لا يمكن الإحتراز منه: كبلع الريق، والغبار، وغربلة الدقيق، والنخامة
.ـ كما يباح التطيب بالعطور، وشم الروائح الطيبة، والبخور
.ـ ويباح للصائم أن يأكل، ويشرب، ويجامع، حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر أمسك
.ـ ويباح للصائم أن يصبح جُنُبًا
قضاء رمضان
.القضاء مثل الأداء، أي أنّ من ترك أيامًا يقضيها دون أن يزيد عليها، ولا يلزم فيه التتابع
.وقضاء رمضان لا يجب على الفور، وكذلك الكفّارة، بل يجب وجوبًا موسعًا في أي وقت
: ( المصادر(بتصرف
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
الركن الخامس الحــــجّ
الركن الخامس
الحــــجّ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفه
:قال الله تعالى
إنّ أوّلَ بيْتٍ وُضع للنّاس للّذي ببكّة مُباركًا وهُدًى للعالَمين فيه ءاياتٌ بيِّناتٌ
مقام إبراهيمَ، ومَن دخله كان ءامِنًا ولِله على الناس حجّ البيتِ مَن استطاع
إليهِ سبيلاً، ومَن كفر فإنّ اللهَ غنيٌّ عنِ العالمين
سورة آل عمران
الحج هو قصد مكة لأداء عبادة الطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، وسائر المناسك، استجابة
.لأمر الله وابتغاء مرضاته
وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض من الفرائض التي عُلمت من الدين بالضرورة.. فلو
.أنكر وجوبه منكِر كفر وارتدّ عن الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ...وكان لإبراهيم ولآل إبراهيم من محبّة الله وعبادته والإيمان
به وطاعته ما لم يكن لغيرهم، فخصّهم الله بأن جعل لبيته الذي بنوه له خصائص لا توجد لغيره، وجعل
ما جعله من أفعالهم قدوة للناس وعبادة يتبعونهم فيها، ولا ريب أنّ الله شرع لإبراهيم السعي ورمي
الجمار والوقوف بعرفات بعد ما كان من أمر هاجر وإسماعيل وقصة الذبح وغير ذلك ما كان،
كما شرع لمحمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الرمل في الطواف حيث أمره أن ينادي في الناس
بحج البيت، والحج مبناه على الذل والخضوع لله، ولهذا خصّ باسم النسك، والنسك في اللغة العبادة.اهـ
.(مجموع الفتاوى)
فضله
:عن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال
."إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "ثم جهاد في سبيل الله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور"
.والحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن حجّ فلم يرفُث ولم يفسق رجع
.كيوم ولدته أمه". رواه البخاري ومسلم
.يرفث: أي يجامع*
الحج يجب مرة واحدة
.يجب الحج مرة في العمر، إلاّ أنْ ينذره فيجب الوفاء بالنذر وما زاد فهوتطوع
فعن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "ياأيها الناس، إنّ الله كتب
عليكم الحج فحجّوا". فقال رجل: أكلّ عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ثم قال ـ صلى
الله عليه وسلم ـ: "لو قلتُ نعم، لوجبت، ولما استطعتم". ثم قال: "ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك
من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا
.نهيتكم عن شيء فدعوه". رواه البخاري ومسلم
ذهب أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف إلى أنّ الحج واجب
.على الفور
وذهب الشافعي، والثوري، والأوزاعي، ومحمد بن الحسن إلى أنّ الحج واجب على التراخي
.فيؤدّى في أي وقت من العمر
شروط وجوب الحج
.يجب الحج على المسلم العاقل البالغ الحر إذا استطاع إليه سبيلا
.ويعتبر للمرأة وجود محرمها، وهو زوجها ومن تحرّم عليه على التأبيد بنسب أو سبب مباح
:وتتحقق الإستطاعة بما يأتي
ـ صحة البدن، فإن عجز عن الحج لشيخوخة، أو زمانة، أو مرض لا يرجى شفاؤه، لزمه
.إحجاج غيره عنه إن كان له مال
.ـ أن تكون الطريق آمنة، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله
.ـ أن يكون مالكا للزاد والراحلة، وهذا بالنسبة لمن لا يمكنه المشي لبعده عن مكة
.ـ أن لا يوجد ما يمنع الناس من الذهاب إلى الحج، كالحبس والخوف من سلطان جائر يمنع الناس منه
من مات وعليه حج
من مات وعليه حجة الإسلام، أو حجة كان قد نذرها وجب على وليِّه أن يجهِّز من يحج عنه من ماله،
.كما أنّ عليه قضاء ديونه
:فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت
إنّ أمي نذرت أن تحج، ولم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: "نعم، حجي عنها. أرأيتِ لو كان على
.أمك دَيْن، أكنتِ قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء" رواه البخاري
.وفي الحديث دليل على وجوب الحج عن الميت، سواء أوصى أو لم يوص
وقال مالك رحمه الله: إنما يحج عنه إذا أوصى، أما إذا لم يوص فلا يحج عنه، لأن الحج عبادة غلب
..فيه جانب البدنية، فلا يقبل النيابة
التكسب والمكاري في الحج
.لا بأس للحاج أن يتاجر، ويؤاجر ويتكسب، وهو يؤدي أعمال الحج والعمرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنّ الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة، وسوق ذي المجاز
ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حُرُم، فأنزل الله تعالى: {ليس عليكم جُناح أنْ تبتغوا فضلاً من ربكم} في
مواسم الحج. ـ رواه البخاري ومسلم والنسائي ـ
حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:روى مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فسأل عن القوم حتى انتهى إليّ، فقلت: أنا محمد ابن علي
بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي، فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفّه بين ثديي
وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحبا بك ياابن أخي، سل عمّا شئت، فسألته ـ وهو أعمى ـ وحضر وقت
الصلاة، فقام في نساجة ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه
.إلى جنب المِشْجب
:فصلى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال بيده: فعقد تسعًا. فقال
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكث تسعة سنين لم يحج، ثم أذّن في الناس في العاشرة: أنّ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجّ، فقدم المدينة بَشرٌ كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلى
.الله عليه وآله وسلم، ويعمل مثل عمله
فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عُميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول
."الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي
فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد ثم ركب "القصواء" حتى إذا استوت به ناقته
على البيداء نظرتُ إلى مدّ بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل
ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن،
.وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به
فأهلّ بالتوحيد: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"،
وأهلّ الناس بهذا الذي يهلّون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم
.رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلبيته
قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن
.{فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: {واتّخذوا من مقام إبراهيم مُصلّى
.فجعل المقام بينه وبين البيت
فكان يقرأ في الركعتين: {قلْ هو اللهُ أحد} و{قلْ ياأيُّها الكافرون}. ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج
.من الباب إلى الصفا
فلمّا دنا من الصّفا قرأ: {إنّ الصّفا والمَرْوة مِنْ شَعَائِر الله} أبدأ بما بدأ اللهُ به، فبدأ بالصّفا، فرقي عليه
:حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحّد الله وكبّره وقال
لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده،"
."أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي
.سعى حتى إذا صعدنا مشى، حتى إذا أتىالمروة، ففعل على المروة كما فعل على الصّفا
حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: "لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي،
."وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هَدْيٌ فليحلّ، وليجعلها عمرة
فقام سُراقة بن مالك بن خثعم، فقال: يا رسول الله ألِعامِنا هذا أم لأبد؟ فشبّك رسول الله صلى الله عليه
."وآله وسلم أصابعه، واحدة في الأخرى، وقال: "دخلت العمرة في الحج مرتين، لا بل لأبد أبد
وقدِم عليٌّ من اليمن ببُدنٍ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممّن حلّ،
.ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إنّ أبي أمر بهذا
قال: فكان عليٌّ يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُحرشًا على فاطمة
للذي صنعت، مستفتيًا لرسول الله صلى عليه وآله وسلم فيما ذكرَتْ عنه، فأخبرته أني أنكرتُ ذلك
"عليها. فقال: "صدقَتْ صدقَتْ، ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟
.قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهلّ به رسولك
."قال: "فإنّ معي الهَدْي فلا تحلّ
.قال: فكان جماعة الهدي الذي قدِم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة
.قال: فحلّ الناس كلهم وقصّروا، إلاّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن كان معه هدي
فلمّا كان يوم التروية، توجّهوا إلى مِنى فأهلّوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
.فصلّى بها الظهر والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر
.ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبّة من شَعر تضرب له بنمرة
فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تشكّ قريش إلاّ أنّه واقف عند المشعر الحرام، كما
.كانت قريش تصنع في الجاهلية
فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة .فنزل بها حتى
:إذا زاغت الشمس، أمر بالقصواء فرحلت له. فأتى بطن الوادي فخطب الناس، وقال
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء"
من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا
دم ابن ربيعة بن الحارث ـ كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول
ربا أضع ربانا، ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم
أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه،
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت
فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟
.قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت
.فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد اللهم اشهد " ثلاث مرات
ثم أذّن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلّى العصر، ولم يُصلِّ بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حَبْل
المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب
القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد شَنق للقصواء الزِّمام
حتى إنّ رأسها ليصيب مَوْرِك رحله، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى حبلا
من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد
وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، فصلى
.الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحّده، فلم يَزَل
واقفا حتى أسفر جدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس ـ وكان رجلا حسن الشعر
أبيض وسيما ـ فلمّا دَفَع رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّت به ظُعُن يجْرين، فطفِق الفضل ينظر
إليهنّ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على وجه الفضل فحوّل الفضلُ وجهه إلى الشِّقِّ
الآخر ينظر، فحوّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده من الشِّقِّ الآخر على وجه الفضل يصرف
وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج
على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة
منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم
أعطى عليّاً رضي الله عنه فنحر ما غَبَر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بَدَنة ببضعة فجُعلت في قِدْر
.فطُبِخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد
المطلب يسقون على زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم
.لنزعت معكم". فناولوه دلوًا فشرب منه
:شرح بعض المفردات الواردة في الحديث
.نساجة) نوع من الثياب المنسوجة. (مشجب) ما يعلق عليه الثياب. (استثفري) شدّي خرقة على موضع الدم)
.القصواء) اسم ناقته. (فأهلّ) أحرم رافعا صوته بالتلبية. (رمل) مشى مسرعا. (انصبت) انحدرت)
.استقبلت..) لو بدأت إحرامي بالحج الآن. (بدن) جمع بدنة، وهي واحدة الإبل المهداة للحرم تقربّا إلى الله تعالى)
.نمرة) موضع بجنب عرفات وليس منها. (أجاز) مشى ولم يقف. (موضوع) باطل لا يطالب به)
يوطئن) يُجلسن. (مبرح) شديد وشاقّ. (ينكتها) يقلبها ويرددها. (حبل) جمعهم الكثير المستطيل. (مورك) هو ما يثني)
عليه الراكب رجله قدامه إذا ملّ الركوب. (حبلاً) هو مجتمع الرمل الذي يشبه التل. (ظعن) جمع ظعينة، وهي المرأة
.في الهودج، وقد تُطلق على المرأة مطلقا. (مُحسِّر) إسم واد. (الخذف) هو الذي يُرمى بأصبيعين. (غبر) بقي
فأفاض) دفع من منى إلى مكّة فطاف طواف الركن. (أن يغلبكم) يكثروا عليكم لينزعوا الماء اقتداءً بي، فيصبحوا)
.أكثر منكم ويغلبوكم عليه
: المصادر
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
ـ مختصر صحيح مسلم ـ للحافظ المنذري
الحــــجّ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريفه
:قال الله تعالى
إنّ أوّلَ بيْتٍ وُضع للنّاس للّذي ببكّة مُباركًا وهُدًى للعالَمين فيه ءاياتٌ بيِّناتٌ
مقام إبراهيمَ، ومَن دخله كان ءامِنًا ولِله على الناس حجّ البيتِ مَن استطاع
إليهِ سبيلاً، ومَن كفر فإنّ اللهَ غنيٌّ عنِ العالمين
سورة آل عمران
الحج هو قصد مكة لأداء عبادة الطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، وسائر المناسك، استجابة
.لأمر الله وابتغاء مرضاته
وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض من الفرائض التي عُلمت من الدين بالضرورة.. فلو
.أنكر وجوبه منكِر كفر وارتدّ عن الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ...وكان لإبراهيم ولآل إبراهيم من محبّة الله وعبادته والإيمان
به وطاعته ما لم يكن لغيرهم، فخصّهم الله بأن جعل لبيته الذي بنوه له خصائص لا توجد لغيره، وجعل
ما جعله من أفعالهم قدوة للناس وعبادة يتبعونهم فيها، ولا ريب أنّ الله شرع لإبراهيم السعي ورمي
الجمار والوقوف بعرفات بعد ما كان من أمر هاجر وإسماعيل وقصة الذبح وغير ذلك ما كان،
كما شرع لمحمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الرمل في الطواف حيث أمره أن ينادي في الناس
بحج البيت، والحج مبناه على الذل والخضوع لله، ولهذا خصّ باسم النسك، والنسك في اللغة العبادة.اهـ
.(مجموع الفتاوى)
فضله
:عن أبي هريرة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال
."إيمان بالله ورسوله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "ثم جهاد في سبيل الله". قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور"
.والحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن حجّ فلم يرفُث ولم يفسق رجع
.كيوم ولدته أمه". رواه البخاري ومسلم
.يرفث: أي يجامع*
الحج يجب مرة واحدة
.يجب الحج مرة في العمر، إلاّ أنْ ينذره فيجب الوفاء بالنذر وما زاد فهوتطوع
فعن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "ياأيها الناس، إنّ الله كتب
عليكم الحج فحجّوا". فقال رجل: أكلّ عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ثم قال ـ صلى
الله عليه وسلم ـ: "لو قلتُ نعم، لوجبت، ولما استطعتم". ثم قال: "ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك
من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا
.نهيتكم عن شيء فدعوه". رواه البخاري ومسلم
ذهب أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف إلى أنّ الحج واجب
.على الفور
وذهب الشافعي، والثوري، والأوزاعي، ومحمد بن الحسن إلى أنّ الحج واجب على التراخي
.فيؤدّى في أي وقت من العمر
شروط وجوب الحج
.يجب الحج على المسلم العاقل البالغ الحر إذا استطاع إليه سبيلا
.ويعتبر للمرأة وجود محرمها، وهو زوجها ومن تحرّم عليه على التأبيد بنسب أو سبب مباح
:وتتحقق الإستطاعة بما يأتي
ـ صحة البدن، فإن عجز عن الحج لشيخوخة، أو زمانة، أو مرض لا يرجى شفاؤه، لزمه
.إحجاج غيره عنه إن كان له مال
.ـ أن تكون الطريق آمنة، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله
.ـ أن يكون مالكا للزاد والراحلة، وهذا بالنسبة لمن لا يمكنه المشي لبعده عن مكة
.ـ أن لا يوجد ما يمنع الناس من الذهاب إلى الحج، كالحبس والخوف من سلطان جائر يمنع الناس منه
من مات وعليه حج
من مات وعليه حجة الإسلام، أو حجة كان قد نذرها وجب على وليِّه أن يجهِّز من يحج عنه من ماله،
.كما أنّ عليه قضاء ديونه
:فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت
إنّ أمي نذرت أن تحج، ولم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: "نعم، حجي عنها. أرأيتِ لو كان على
.أمك دَيْن، أكنتِ قاضيته؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء" رواه البخاري
.وفي الحديث دليل على وجوب الحج عن الميت، سواء أوصى أو لم يوص
وقال مالك رحمه الله: إنما يحج عنه إذا أوصى، أما إذا لم يوص فلا يحج عنه، لأن الحج عبادة غلب
..فيه جانب البدنية، فلا يقبل النيابة
التكسب والمكاري في الحج
.لا بأس للحاج أن يتاجر، ويؤاجر ويتكسب، وهو يؤدي أعمال الحج والعمرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنّ الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمنى وعرفة، وسوق ذي المجاز
ومواسم الحج فخافوا البيع وهم حُرُم، فأنزل الله تعالى: {ليس عليكم جُناح أنْ تبتغوا فضلاً من ربكم} في
مواسم الحج. ـ رواه البخاري ومسلم والنسائي ـ
حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:روى مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
دخلنا على جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فسأل عن القوم حتى انتهى إليّ، فقلت: أنا محمد ابن علي
بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي، فنزع زري الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفّه بين ثديي
وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحبا بك ياابن أخي، سل عمّا شئت، فسألته ـ وهو أعمى ـ وحضر وقت
الصلاة، فقام في نساجة ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه
.إلى جنب المِشْجب
:فصلى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال بيده: فعقد تسعًا. فقال
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكث تسعة سنين لم يحج، ثم أذّن في الناس في العاشرة: أنّ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجّ، فقدم المدينة بَشرٌ كثير كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلى
.الله عليه وآله وسلم، ويعمل مثل عمله
فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عُميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول
."الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي
فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد ثم ركب "القصواء" حتى إذا استوت به ناقته
على البيداء نظرتُ إلى مدّ بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل
ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن،
.وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به
فأهلّ بالتوحيد: "لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"،
وأهلّ الناس بهذا الذي يهلّون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم
.رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلبيته
قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن
.{فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: {واتّخذوا من مقام إبراهيم مُصلّى
.فجعل المقام بينه وبين البيت
فكان يقرأ في الركعتين: {قلْ هو اللهُ أحد} و{قلْ ياأيُّها الكافرون}. ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج
.من الباب إلى الصفا
فلمّا دنا من الصّفا قرأ: {إنّ الصّفا والمَرْوة مِنْ شَعَائِر الله} أبدأ بما بدأ اللهُ به، فبدأ بالصّفا، فرقي عليه
:حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحّد الله وكبّره وقال
لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده،"
."أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي
.سعى حتى إذا صعدنا مشى، حتى إذا أتىالمروة، ففعل على المروة كما فعل على الصّفا
حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: "لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي،
."وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هَدْيٌ فليحلّ، وليجعلها عمرة
فقام سُراقة بن مالك بن خثعم، فقال: يا رسول الله ألِعامِنا هذا أم لأبد؟ فشبّك رسول الله صلى الله عليه
."وآله وسلم أصابعه، واحدة في الأخرى، وقال: "دخلت العمرة في الحج مرتين، لا بل لأبد أبد
وقدِم عليٌّ من اليمن ببُدنٍ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممّن حلّ،
.ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إنّ أبي أمر بهذا
قال: فكان عليٌّ يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُحرشًا على فاطمة
للذي صنعت، مستفتيًا لرسول الله صلى عليه وآله وسلم فيما ذكرَتْ عنه، فأخبرته أني أنكرتُ ذلك
"عليها. فقال: "صدقَتْ صدقَتْ، ماذا قلتَ حين فرضتَ الحج؟
.قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهلّ به رسولك
."قال: "فإنّ معي الهَدْي فلا تحلّ
.قال: فكان جماعة الهدي الذي قدِم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة
.قال: فحلّ الناس كلهم وقصّروا، إلاّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن كان معه هدي
فلمّا كان يوم التروية، توجّهوا إلى مِنى فأهلّوا بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
.فصلّى بها الظهر والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر
.ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبّة من شَعر تضرب له بنمرة
فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا تشكّ قريش إلاّ أنّه واقف عند المشعر الحرام، كما
.كانت قريش تصنع في الجاهلية
فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة .فنزل بها حتى
:إذا زاغت الشمس، أمر بالقصواء فرحلت له. فأتى بطن الوادي فخطب الناس، وقال
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء"
من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا
دم ابن ربيعة بن الحارث ـ كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول
ربا أضع ربانا، ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء فإنكم
أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه،
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت
فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟
.قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت
.فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد اللهم اشهد " ثلاث مرات
ثم أذّن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلّى العصر، ولم يُصلِّ بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حَبْل
المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب
القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد شَنق للقصواء الزِّمام
حتى إنّ رأسها ليصيب مَوْرِك رحله، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس السكينة السكينة" كلما أتى حبلا
من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد
وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، فصلى
.الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحّده، فلم يَزَل
واقفا حتى أسفر جدًّا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس ـ وكان رجلا حسن الشعر
أبيض وسيما ـ فلمّا دَفَع رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّت به ظُعُن يجْرين، فطفِق الفضل ينظر
إليهنّ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على وجه الفضل فحوّل الفضلُ وجهه إلى الشِّقِّ
الآخر ينظر، فحوّل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده من الشِّقِّ الآخر على وجه الفضل يصرف
وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر فحرك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج
على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة
منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده، ثم
أعطى عليّاً رضي الله عنه فنحر ما غَبَر وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بَدَنة ببضعة فجُعلت في قِدْر
.فطُبِخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد
المطلب يسقون على زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم
.لنزعت معكم". فناولوه دلوًا فشرب منه
:شرح بعض المفردات الواردة في الحديث
.نساجة) نوع من الثياب المنسوجة. (مشجب) ما يعلق عليه الثياب. (استثفري) شدّي خرقة على موضع الدم)
.القصواء) اسم ناقته. (فأهلّ) أحرم رافعا صوته بالتلبية. (رمل) مشى مسرعا. (انصبت) انحدرت)
.استقبلت..) لو بدأت إحرامي بالحج الآن. (بدن) جمع بدنة، وهي واحدة الإبل المهداة للحرم تقربّا إلى الله تعالى)
.نمرة) موضع بجنب عرفات وليس منها. (أجاز) مشى ولم يقف. (موضوع) باطل لا يطالب به)
يوطئن) يُجلسن. (مبرح) شديد وشاقّ. (ينكتها) يقلبها ويرددها. (حبل) جمعهم الكثير المستطيل. (مورك) هو ما يثني)
عليه الراكب رجله قدامه إذا ملّ الركوب. (حبلاً) هو مجتمع الرمل الذي يشبه التل. (ظعن) جمع ظعينة، وهي المرأة
.في الهودج، وقد تُطلق على المرأة مطلقا. (مُحسِّر) إسم واد. (الخذف) هو الذي يُرمى بأصبيعين. (غبر) بقي
فأفاض) دفع من منى إلى مكّة فطاف طواف الركن. (أن يغلبكم) يكثروا عليكم لينزعوا الماء اقتداءً بي، فيصبحوا)
.أكثر منكم ويغلبوكم عليه
: المصادر
ـ العدّة في شرح العمدة ـ للبهاء المقدسي
ـ مجموع الفتاوى ـ لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ فقه السنّة ـ للسيد سابق
ـ مختصر صحيح مسلم ـ للحافظ المنذري
مواضيع مماثلة
» اليوم الرابع عشر: الإثنين 7 فبراير 2011 (اليوم بعد العاصفة)
» الله معي الله ناظري الله شاهدي
» بحث فى صلاة التسابيح
» برنامج سماك المحاسبي كاملا .. smacc5 accounting program full
» بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَ
» الله معي الله ناظري الله شاهدي
» بحث فى صلاة التسابيح
» برنامج سماك المحاسبي كاملا .. smacc5 accounting program full
» بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى